عمون- المسرح الاحتفالي هو نوع من أنواع المسرح يستوحي أفكاره ومحتواه من الاحتفالات الشعبية والتراث الثقافي. يعتمد المسرح الاحتفالي على الأشكال الفنية الشعبية والأدبية، ويشمل شكل العرض المسرحي وأسلوب الأداء التمثيلي. يتميز المسرح الاحتفالي بالعلاقة القوية بين الممثل والجمهور، ويسعى لإلغاء الحدود بينهما من خلال اللقاء والحوار العفوي. يهدف المسرح الاحتفالي إلى استحضار واستدعاء الموروث الثقافي والأدبي، سواء كان ذلك الموروث أدبياً أو تصوفياً أو شعبياً، أو حتى أساطير وخرافات.
يمكن للمسرح الاحتفالي أن يستلهم الشخصيات التراثية وينقلها إلى العصر الحالي، ويعتبر الإنسان كائناً احتفالياً بطبيعته، حيث اكتشف الحفل قبل الكلام كوسيلة للتعبير عن احتياجاته وأحاسيسه الداخلية. من أمثلة المسرحيات التي تجسد هذا النهج الاحتفالي: "القَراب والصالْحين"، و"ديوانْ القَراقوز"، و"كل واحد وحكْمه".
ظهرت إرهاصات المسرح الاحتفالي بعد منتصف السبعينات، وكانت النكسة عام 1967 لها دور كبير في تأكيد ضرورة وجود مسرح جديد يستند إلى إرث وجماليات الثقافة العربية العريقة. وبعد ظهور المسرح الاحتفالي القائم على الثقافة العربية، ظهر تمييز بينه وبين المسرح القائم على الثقافة الغربية، حيث قدم عروضاً استحضرت الموروث العربي وأسهمت في إعادة أصالة المسرح العربي، مثل مسرحيات: "امرؤ القيس في باريس" و"عنترة في المرايا المكسرة" و"ابن الرومي في مدن الصفيح".
يحظى المسرح الاحتفالي بشعبية واسعة في الساحة العربية، حيث أعاد للمسرح العربي أصالته الحقيقية، وقد قام بتقديم عروض غنية بالعناصر الشعبية. وتتميز عروضه بالتقنيات المتقدمة في الشكل والمعمار والأسلوب والأداء التمثيلي، وتسعى لإقامة علاقة قوية بين الممثل والجمهور.
تتضمن شروط المسرح الاحتفالي المشاركة الجماعية والتلقائية والتحدي والإدهاش. يسعى المسرح الاحتفالي أيضًا إلى تعرية الواقع الاجتماعي وتحقيق الشمولية من خلال إنتاج فن يتجاوز حدود المكان والزمان ويتلاءم مع كل عصر.
من خلال هذه المجموعة من الشروط والمبادئ، يتجسد المسرح الاحتفالي كوسيلة فنية قوية تجمع الجمهور وتعبر عن هويته وتعبّر عن قضاياه وثقافته بشكل شعبي وعفوي.