يرى بعض الأوصياء على الفلسفة أن المتدين بعيد عن التفلسف والفلسفة !! وحتى أثبت لهم العكس اخترت هذا العنوان لمقالي لأدعو إلى التفلسف ولو قليلا" ليس جبنا" عن الكلمة الصريحة ، ولا ايمانا" بالمخرفين والمهابيل مدعي العلم بالفلسفة ، ولكن الهدف هو جر القارئ نحو قراءة اجتماعية تقود الى التفلسف .
انك إذ تعيش في المجتمع بكل ما فيه من مستويات ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية وفكرية ستجد طبقية بالضرورة رغم أنف ماركس والماركسيين ، وهناك حالات بين الطبقات تصل الى الصراع الطبقي ، لكنك أحيانا" تصل إلى حالة التعايش الطبقي يجبرك عليها التفاوت الثقافي فتأخذ كل واحد ممن حولك على قدر عقله وعلى قدر فهمه وعلى قدر ثقافته وعلى مستواه في الالتقاط والفهم والتحليل والاستنتاج . قديما" قالوها.
" عيشة الفهيم مع البهيم " لطالما رأيناها في العمل والشارع الاجتماعي والثقافي والفكري. من هنا نفهم " أُُمرنا أن نخاطب الناس على قدر عقولهم " ونفهم قاعدة " العقل مناط التكليف" ونفهم " اذا أخذ ما أوهب أسقط ما أوجب " .
ولطالما احتار الإنسان الفهيم ماذا يقول للجاهل؟ حتى النص القرآني عالج هذا حين قال " واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما" " وقال " واذا مروا باللغو مروا كراما" " وعلى نفس المنوال حديث " من صمت نجا " لأن ما ستقوله هو إرسال لا يجد استقبالا" عند المتلقي الجاهل . والحل " وأعرض عن الجاهلين " . إن تحليك بعقل رياضي هيجلي وديكارتي سيتعبك وانت تعيش بين الجاهلين ، بل قد يتطلب الأمر منك أن تتحلى بشيء من التنبلة والغباء المتعمد كي تستطيع التعامل مع الغوغاء .
انها فرصة التوازن وهي استراحة المحارب، وهي صبينة محمودة قد يؤيدها علم الصحة النفسية فأنت إنسان ولست خطوط مستقيمة على المثلث والمربع والمستطيل . خطوطها مملة جافة ليس فيها " آكشن" كما هو في حالة التنبلة .
تتنبلوا رحمكم الله كي تستطيعوا العيش بين التنابلة والذين لم يستغن عنهم السلطان فكان فلم " تنابلة السلطان" وفلم " المجانين في نعيم " فمن كان من جيلي فإنه يذكر هذه الأفلام القديمة . مجنون صعد منارة وصار يرجم المارة !! حاولوا إقناعه بالنزول فلم يفلحوا ، فجاء اقتراح أحدهم : نادوا واحدا" مثله وستنتهي المشكلة . استدعوا مثيله فقال له : انزل فلم يقبل . فقال له : انزل أو سأنشر المنارة!! فبادر بالنزول وحُلت المشكلة.
شكرا" لتحملكم عناء قراءة هذه الكلمات التنبولية وعيدكم سعيد .