العلاقة التي تجمعني بفيصل الفايز شابها مزيج من العتب تارة والاختلاف في وجهات النظر في العمل الفني البرلماني تارة أخرى؛ إلا أن هذا الرجل لم يغادر يوماً مساحات مودتي واحترامي لاعتبارات موضوعية يأتي في مقدمتها حجم النبل والنقاء والتواضع الذي يرافق سلوكه الشخصي والسياسي، وكذلك خلوه من ممارسات الوقيعة السياسية التي أضحت ترافق سلوك النخب السياسية في مواقع المسؤولية وخارجها، بل أن الأهم في كل ذلك حجم الإخلاص والتفاني لخدمة الوطن ومؤسسة العرش.
فيصل الفايز كان رئيسي في مجلس الأعيان، ومنطق العدل والإنصاف يقتضي مني أن أدافع عنه من هجوم لا يمكن تبريره أو فهمه أو حتى إدراك مراميه التي لا تخدم سوى مساحات جلد الوطن ورجالات الدولة دون مسوّغ مقبول؛ في وقت يتوجب منا جميعاً أن ننحاز للدولة ومصالحها العليا بعيداً عن اغتيال الشخصية وخدمة المخططات الإقليمية والدولية والتي باتت تستدعي رصّ الصفوف لدرء العاديات عن الوطن من أعداء الداخل والخارج على حدٍ سواء.
اجتزاء القول خطيئة تستوجب الإدانة، وظلم الناس رذيلة تستدعي الخجل، ومساحات النقد المباح لرجال الفكر والسياسة مشرعة في كل حدبٍ وصوب بشرط استنادها إلى حقائق راسخة، وفهم يتجاوز نوايا الاغتيال والوقيعة والردح بعيداً عن قيمنا الوطنية الأصيلة القائمة على الحوار والمشورة والتناصح. كما أن تصفية الحسابات سلوك مقيت يأبى الوصف عندما ينتقل الحوار من مساحات الحقيقة إلى ظلمة الوقيعة ومحاولات الإقصاء.
فيصل الفايز ليس ملاكاً ننزهه عن كل خطأ أو اجتهاد متسرع، ولكنه رجل دولة رصين مخلص للدولة والعرش، وصاحب خلق رفيع؛ اجتهد فأصاب في مواضع وأخطأ في غيرها، ولكنه يعلن دوماً مواقفه الوطنية بتلقائية وحرص في ذات الوقت الذي يختبئ فيه الكثيرون من رجال الدولة في ملاذات الصمت في أصعب الظروف وأدقها التي عصفت بالوطن، وعانى كغيره من المخلصين للتراب والعرش من حملات التشويه واختلاق الدوافع ومبررات الهجوم بدون وجه حق.
فيصل الفايز رجل دولة، وعين من أعيان الوطن، وموضع ثقة القائد في رئاسة مجلسه الخاص؛يستحق أن نعلي الصوت في الدفاع عنه حقاً لا زوراً، وأن نلفت الانتباه إلى أن من أبشع صور محاولات إضعاف الدولة وتقويضها والنيل منها هي اغتيال شخصياتها الوطنية ورجالاتها، والنيل من اعتبارهم الشخصي في الحكومة والبرلمان والأحزاب ورجال الفكر والسياسة، على امتداد الوطن دون أن نلغي حق النقد المباح في حدود مساحات الحقيقة وروافع الأدب الذي يعكس قيمنا الوطنية والاجتماعية الراسخة.