عمون - صلاة العشاء تشتمل على سنتين: سنة العشاء القبلية وسنة العشاء البعدية. سنة العشاء القبلية تشمل صلاة ركعتين بين كل أذانين، بما فيها صلاة العشاء، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء"، ويجوز للإنسان أن يصلي قبل صلاة العشاء ركعتين أو أكثر.
أما سنة العشاء البعدية، فتشمل صلاة ركعتين مؤكدتين تصلى بعدها. هذا مستند إلى حديث متفق عليه عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه، الذي قال: "صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ركعتين قبل الظهر، وركعتين بعد الظهر، وركعتين بعد الجمعة، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء".
في بعض المذاهب الفقهية مثل الحنفية والحنابلة، يستحب صلاة ركعتين إضافيتين بعد صلاة العشاء غير المؤكدة أو الراتبة. وتُضاف هذه الركعتان إلى السنة المؤكدة، بحيث يصلى أربع ركعات بتسليمة واحدة. ويكفي في المذهب المالكي صلاة ركعتين غير مؤكدتين. قد يختلف العلماء في حكم حديث يُفضل صلاة أربع ركعات بعد العشاء غير الراتبة، حيث أنه قد تم ضعفه من قبل بعض العلماء وتحسينه من قبل آخرين. وقد ورد فيه قول عائشة رضي الله عنها: "ما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العشاء قط فدخل علي إلا صلى أربع ركعات أو ست ركعات".
إن سنن العشاء الراتبة مشروعة في الإسلام لعدة أسباب، منها زيادة حسنات الإنسان ومحو سيئاته، ورفع درجاته. كما تُهيئ النفس للعبادة والفرائض، وتمنح الإنسان شعورًا بالرضا والطمأنينة. وتكون سببًا في بناء بيت في الجنة لصاحبها، وتعزز القلب وتجبر النقص في الصلاة الفرضية، مثل قلة الخشوع. وصلاة العشاء الراتبة تكون جبرًا للفرائض الناقصة يوم القيامة.
بالنسبة لصلاة التطوع، فهي الصلاة التي يقوم بها المسلم إضافة إلى الفرائض. يمكن تقسيم صلاة التطوع إلى قسمين: التطوع المقيد والتطوع المطلق. التطوع المقيد هو الصلاة التي تكون مقيدة بوقت محدد أو حالة معينة، مثل صلاة تحية المسجد. أما التطوع المطلق، فهو الصلاة التي ليس لها تحديد زمني أو حالي، ومن أفضل أنواع التطوع هي التي تؤدي في الليل، خاصة في الثلث الأخير من الليل، لأن الله ينزل في هذا الوقت. يُنصح المسلم بزيادة صلاة التطوع في أي وقت ما عدا الأوقات المكروهة.
لاحظ أن الأحكام والتوصيات المذكورة قد تختلف في المذاهب الفقهية المختلفة، ويمكن للفقهاء في كل مذهب أن يقدموا رؤيتهم الخاصة بالأمور الشرعية.