عمون -السُّنن المؤكدة في الصلوات الخمس هي السُّنن التي كان النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- يصبر على أدائها بانتظام، ولم يتركها إلا نادرًا، حتى لا يُفهم من المواظبة عليها أنَّها واجبة. سأذكرها فيما يلي:
سُنَّة الفجر: تشمل ركعتين قبل ركعتي الفريضة. يقول النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "لَمْ يَكُنْ عَلَى شَيْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ". ويفضل في هذه السُّنَّة تخفيف القراءة بعد الفاتحة.
سُنَّة الظهر: تتضمن ست ركعات، أربع ركعات قبل الظهر وركعتان بعدها. هذا ما ثبت عن ابن عمر وعائشة -رضي الله عنهما-.
سُنَّة المغرب: تشمل ركعتين بعد صلاة المغرب. يُفضَّل أداءهما في المنزل، وهو ما رواه رافع بن خدي.
سُنَّة العشاء: تتضمن ركعتين بعد صلاة العشاء. ثبتت هذه السُّنَّة عن ابن عمر وعائشة -رضي الله عنهما-.
هناك أيضًا سُنَن غير مؤكدة وتُعرف بالأفعال المندوبة، وتشمل ركعتين أو أربع ركعات قبل صلاة العصر، وركعتين قبل المغرب، وركعتين قبل العشاء. يجوز أداء هذه السُّنَّة وتركها بين الأذانين، وقد ثبت ذلك في الأحاديث المتعددة.
سُنن الصلوات الخمس، المعروفة أيضًا بالسُّنن الرَّواتب، هي السُّنن المؤكدة المُلازمة لصلاة الفرض، سواء كانت قبليَّة أو بعديَّة، وقد ثبت أن عددها اثنتا عشرة ركعة. والحكمة من مشروعيتها تكمن في أن الله سبحانه وتعالى أباح النَّوافل والتَّطوُّع في العبادات رحمةً بعباده. فصلاة السُّنَّة تكمِّل النَّقص في الفرائض وتجبرها يوم الحساب.
الصلاة تزيد أُنس الإنسان بالله وتُقرِّبه إليه. وقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "أَقْرَبُ ما يَكونُ العَبْدُ مِن رَبِّهِ وَهُوَ سَاجِدٌ". إضافةً إلى ذلك، فإن الصلاة تزيد في أجر المسلم، تكفِّر الذنوب، وترفع درجاته.
لذا، فإن أداء السُّنن الرَّواتب يعد من الأعمال الصالحة التي تعزِّز العبودية والقرب إلى الله، وتجلب البركة والثواب في الدنيا والآخرة.