لا يملك أحد مجرّد ترف توقّع معركة ثقة حقيقية تخوضها الحكومة خلال الأيام الثلاثة المقبلة ، تحت قبّة البرلمان ، وفي تقرير رشيق للزميل وائل الجرايشة ينسب إلى أحد النواب ما يشبه الفكاهة بأنّ الحكومة ستحصل على ثقة مئة وخمسة وعشرين نائباً ، في إشارة لموظفي الأمانة العامة الخمسة الذين يشاركون النواب الجلوس تحت القبة.
وفي التقرير نفسه أنّ المراقبين يبحثون بالمجهر عن نواب قد يحجبون الثقة ، ويكاد يتّفق كلّ الزملاء الكتاب مع هذا التحليل ، بل ويدعو صديقنا المجلس الحالي بعدم كسر عصاته من أوّل غزواته ، وأن تتوسّع دائرة حجب الثقة ، في محاولة لإثبات الهيبة والثقل السياسي في مرحلة جديدة على ما يبدو.
عبد الرؤوف الروابدة ، مع حفظ كامل ألقابه المستحقة ، ظلّ يحمل رأياً حول جلسات الثقة ، وهو أنّ لكلّ واحدة منها كيمياء خاصة ، ولا يمكن الحكم على النتائج بشكل مسبق ، بحيث أنّ المفاجآت واردة دوماً نتيجة تفاعلات الشخصيات والقوى ، ولا نعرف ما إذا صديقنا الكبير ما زال يحمل الرأي نفسه ، وخصوصاً تًجاه الجلسة التي ستبدأ اليوم.
وفي حقيقة الأمر ، فإنّ عدد أصوات الثقة ليس مهماً ، فالنصف زائد واحد يكفي لأيّ حكومة أن تصبح كاملة الأهلية ، أمّا ما هو مهمّ فالمرحلة الجديدة بشكلها المتكامل ، حيث القوانين التي لا بدّ وأن تُصفّى وتُنقّى وتعبّر بشكل أفضل عن إصلاح سياسي بات غير قابلً التأجيل ، وعلاقات طبيعية بين النواب والحكومة لا تشوبها مصالح صغيرة ، ولا تخدشها المنافع المتبادلة.
الدستور