القطاع السياحي وحسب المؤشرات الصادرة عن وزارة السياحة والبنك المركزي يتقدم بتسارع على القطاعات الأخرى من حيث رفد النمو والايرادات المحلية وتعزيز الاحتياطي من النقد الأجنبي وتنشيط مختلف الأنشطة الاقتصادية والخدمية وكذلك توفير فرص عمل جديدة في الوقت الذي تركز فيه الحكومة في خططها وبرامجها على الحد من الفقر والبطالة وتستهدف رؤية التحديث الاقتصادي الوصول الى مليون فرصة عمل خلال العشر سنوات المقبلة بواقع 100 ألف سنويا.

النتائج التي حققها القطاع السياحي العام الماضي وخلال الربع الأول من العام الحالي تبعث على التفاؤل والاطمئنان على قدرة الاقتصاد الوطني التعافي من تداعيات الصعوبات التي عانى منها خلال السنوات الماضية سيما الاضطرابات المحيطة وجائحة كورونا وارتفاع أسعار النفط الخام وأجور الشحن عالميا واختلالات سلاسل التوريد وغيرها .

وفقا للبيانات حقق الدخل السياحي خلال الربع الأول من عام 2023 نتائجا غير مسبوقة وبنسبة زيادة بلغت 88.4% ليبلغ حوالي1.2 مليار دينار مدفوعاً بارتفاع عدد السياح الذي ارتفع بما نسبته 90.7%.

ويتوقع أن يواصل القطاع السياحي نشاطه الاستثنائي خلال الفترة المتبقية من العام الحالي مع ارتفاع ازدياد الاقبال على المكونات السياحية المختلفة في المملكة ما يؤشر الى نجاح البرامج الترويجية والتسويقية التي تنفذها وزارة السياحة وهيئة تنشيط السياحة ودعم رحلات الطيران منخفض التكاليف ومؤخرا لوحظ تدشين جسر جوي بين العقبة ووجهات سياحية مثل رومانيا في اطار الاستقطاب المستمر للسياح.

الأردن وبحكم موقعة المتوسط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا وعوامل الأمن والاستقرار وتعدد وتنوع الأنشطة السياحية بين الطبيعية والتاريخية والعلاجية والدينية والثقافية مؤهل ليكون مركز الجذب السياحي الأول في المنطقة خاصة اذا استمرت حملات الترويج والتسويق بذات الوتيرة مع أهمية تطوير أدوات جديدة للوصول الى أكبر عدد ممكن من السياح العرب والأجانب.

الشق الآخر الذي يتوجب الاهتمام به بدرجة لا تقل عن استقطاب السياح من الخارج «السياحة الداخلية» التي من شأنها تعزيز الايردات وانتعاش المواقع الأثرية والتاريخية والطبيعية في مختلف مناطق المملكة .

وينتظر أن تشهد السياحة الداخلية بعد شهر رمضان المبارك حركة غير مسبوقة منذ سنوات وحاجة العائلات للاستجمام لكنها تبقى محصورة على الأغلب في زيارة المناطق الطبيعية والغابات مع تواضع الاقبال على المنتجعات السياحية في العقبة والبتراء والبحر الميت وغيرها بسبب ارتفاع الأسعار وبشكل مبالغ فيه مقارنة مع دول أخرى مثل مصر وتركيا وغيرها وهنالك ارتفاع واضح في حجم انفاق الأردنيين على السياحة الخارجية.

ومن حق الأردنيين الحصول على امتيازات وتخفيضات مجدية في الفنادق والمطاعم والمنتجعات السياحية في مختلف المناطق وامكانية دعمها من قبل هيئة السياحة ضمن برامج الترويج السياحي لان العائد سيكون أكبر على الاقتصاد وخزينة الدولة.

(الدستور)