على مدار الضجة التي اثيرت حول (منسوبات محورة وتازيمية مسبقا) لتصريحات فيصل الفايز، في الايام الفائتة.. سعيت مخلصا لوطنيتي وبحياد مطلق، ايجاد قاسم مشترك لـ (قول منتقدي فيصل) ما الذي يجمعهم، وما هي دوافعهم؟!!

وبمنتهى الصراحة لم اعثر على اي سبب يجمعهم سوى شعار (عنزة ولو طارت) ولقد تشرفت بالانصات الواعي والنقدي كذلك الى ما قاله دولة (فيصل) وقارنته بما نسب اليه.

والحق ان لا علاقة ولا صلة في المقاصد بما قاله وما نسب اليه ابتداء سوى صناعة حكم على النوايا الذي امرنا الله سبحانه ان نحيد عنها لانه وحده سبحانه اعلم بها..

لم اعد بحكم العمر وبحكم ما تعرض كل واحد فينا الى هذه الهجمات المنظمة اعني كل واحد فينا (من يقترب من الهم الوطني براي او كتابة او مهنة او وظيفة او منصب) لصناعة منصة دفاع عن فيصل الفايز ولا رغبة بالانضمام لناقديه.. لكن الواجب الوطني يملي علي ويحتم ان اقول في الذي يجري مع فيصل الفايز ما يستحقه عندي من (احترام) رغم تباعدنا سنوات طويلة بحكم الالولويات لدى كل واحد فينا

ابدا بالقول..

اولا : ان فيصل عاكف مثقال الفايز الصخري انسان يتحدر من (ال كرم وفروسية ووطنية) وان لهم عند كل منصف رفعة وطنية عتيدة لما اتوه في مواجهتين قاصمتين كانتا لظهر الوطن لكن الله قدر ولطف ان سيوف بني ضخر التي الهبت اعناق الغزاة من الموجة الداعشية الاولى التي وصلت سنابك خيلهم الى الرقاب في مطلع نشوء دولتنا اليعربية الهاشمية العتيدة في مطالع عشرينيات القرن الماضي ستظل تلك الواقعة ( الحب الدائم ) والشفاعة المعترف بها لفيصل الفايز عند كل حر ووطني اردني

ثانيا: لا يوجد زقاق مقدسي من (باب حطة) حتى وادي النار، ومن المصرارة حتى ابو ديس… الا وفي كل (تلم) من اتلام تربة بيت المقدس (حفنة من دم اصخري طهور) خضبته وجملت لونه وجعلت من الرابط بين شرقي النهر وغربيه رابطا طهورا، وان كان (صاحب الصيت الذي يليق بالابطال الوطنيين قد تلازم مع (حابس) تلازما ابديا فان ابطال بني صخر شانهم شان كل رجالات الاردن الاشاوس هم من زنروا القدس بالشرف

ان شفاعة الدم لهي اسمى الشفاعات وتدلل وحدها على النوايا

ثالثا: كان اخر الرجال الادباء من رجالات دولتنا الذين لا (يحردون) عليها رغم كل المبررات التي تغضبهم كان هو الكبير العم الجليل الذي لم يبق شيء محترما لم يفعله للاردن هو الخالد بافعاله الدكتور عبد السلام المجالي رحمه الله وبعده كرتت المسبحة وصار الشعار الغالب (فينا) (اذا ما انا فيها بدي اخلي القرد يلعب فيها) رجال الدولة فينا، وكتابنا رجالات الامن وحتى الموظفين المتواضعين لحظة خروجهم من الموسسة يتحولون الى معارض لها وانا شخصيا لا ادين هذا السلوك اذا ان كثيرا من الناس يرون ان عز الموقع يرتبط مع شرف الموقف…

ولقد اسس فيصل الفايز بطريقته واسلوبه نهجا نبيلا علينا الاشادة به وهو انه رجل لا غير ولا بدل وظل على ولاء ثابت لمليكه وعرش بلاده والدفاع عن قناعاته، وهذا امر بالقدر الذي يحسب له فان كثيرين يرون فيه غير ذلك وببساطة لغته وفي التعبير المباشر عن ولائه اوصل احدى الاعلاميات العربيات (السيدة جيزال خوري) سؤاله هل هناك مدرسة هاشمية كما دوما انت تبشر ؟!

ظل يطرح نفسه تلميذا في مدرسة الحكم الهاشمي وهذا موقف كله اصالة

رابعا: فيصل الفاير ليس هو هربرت مراكيوز ولا هو سمير امين وليس هو عبد الوهاب المسيري وكذلك هو ليس عبد الرحمن شقير او عيسى مدانات او شفيق رشيدات او علي الحياري

فيصل موظف ديوان ملكي، عرفناه منذ اواسط الثمانينات وزمبلا لاحقا، كانت سماته انه وسيم ومتواضع وخلوق لا يتعجرف ولا يستعمل سطوة الديوان الملكي في غير ما يجب وكان ينطبق عليه انه (ابن ناس) وهو محظوظ جدا ورضي والدين تعرض لمحن صحية جسام اشفاه الله منها ثم قاده حظه ان يكون الاقرب لـ ( عبدالله الامير / الملك فيما بعد ) واهتدى الى مفاتيح ثقة (ابو الحسين) وانطلق الى مواقع سياسية رفيعة

لم يكن عزيز صدقي في عهد عبد الناصر مثل محمود رياض او حسنين هيكل لكن عزيز كان هو من اصبح رئيس الوزراء بالمعنى التاريخي ليس مطلوبا من رجل الدولة ان يكون مفكرا وان نحاكم افكاره بميزان حرارة حساس وزئبقي !!!

خامسا: ابن فايز وطني وعربي ومحترم وافكاره تحريضية لمزيد من الولاء للملك وهذا حقه وواجبه ويرى انه دوما يسعى الى رص الصفوف وطنيا وتنظيميا لا يعقل اي مقيم منصف من غير ترصد مسبق لافكار فيصل الفايز وما يروج له ان يصل الى اتهامات حملها الاثير في الايام الخوالي ما بقي من تهم وانتقاص ونقد مرير لافكار هذا الاردني المحترم !!!

اذن لماذا الهجوم والنقد.. من يتعذر عليه فهم السبب عليه ان يتفحص المصدر فمصادر الهجوم تفضح اصحابها في دوافعهم

في رمضان ثمة حرمة لا بد ان تراعى في القول (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) لكن النقاد لا يهمهم لا رمضان ولا قيمه

وفي الختام… انا لست من الجماعة الاردنية التي تؤمن بجدوى الرد على ما يكتب وانا من مدرسة الشاعر البهي ابو تمام الذي سأله احد الحساد ومرضى النفوس بقصد الاحراج امام المعتصم (لماذا تكتب ما لا يفهم) بضم الياء!

فاجابه ابو تمام: (لماذا لا تفهم ما لا يكتب داو عقلك بالمعرفة)

اناشد الاخ والصديق الاصيل ابو الغيث الا يشغل نفسه بالرد على ما يقال بحق قوله ذلك ان الرد يشكل في بعض تعبيراته اعتراف بالمتصيدين واشباع لمقاصدهم غير الحميدة

امد الله في عمر صلاح ابو زيد الذي قال في احدى تجلياته العقلية: (انا لا احب ولا اكره لكني لا اتقن فن الاحتقار)

عاش الملك
ويحيا الاردن وطنا قوميا عربيا انسانيا .

ولفيصل الفايز كل الدعاء ان يكون معه