عمون - الشرع الحنيف يولي اهتمامًا كبيرًا لتصرفات الإنسان وينظم أفعاله بأحكام وآداب تهدف إلى تحقيق الخير في دنياه وآخرته. ومن بين الأمور التي ينظمها الشرع ويحث على احترام آدابها هو قضاء الحاجة. يوجد عدد من الأفعال التي يحرم على الإنسان القيام بها أثناء قضاء حاجته، وفيما يلي بيان لبعض هذه الأفعال المحرمة والأدلة الشرعية المرتبطة بها:

استقبال القبلة أو استدبارها: يُحظر استقبال القبلة أو استدبارها عند قضاء الحاجة في المكان الخالي. يستند الدليل على حرمتها إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتيتم الغائط فلا تستقبلوا القبلة، ولا تستدبروها، ولكن شرقوا أو غربوا" وهذا يعني أنه يجب تحويل وجه الإنسان عن القبلة عند قضاء الحاجة في المكان الخالي.

الاستنجاء باليمين: يكره استخدام اليد اليمنى في الاستنجاء إلا في حالة الضرورة الشرعية المعتبرة. يُعتبر اليد اليمنى في الإسلام للأعمال النظيفة والأكل والشرب، ولذا يكره استخدامها في النجاسات. ويستدل بهذا الحكم على قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا أتى الخلاء فلا يمس ذكره بيمينه، ولا يتمسح بها".

عدم الاستتار عن أعين الناس: يُحرم على المسلم قضاء حاجته في مكان لا يتوفر فيه الستر أو يتعمد عدم الاستتار. فإن ستر العورة واجب على المسلم عند قضاء حاجته، ويستند الدليل على حرمة عدم الاستتار إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا المرأة إلى عورة المرأة".

حرمة قضاء الحاجة في الطرقات العامة: يُحرم قضاء الحاجة في الطرق العامة بسبب المضايقة والإزعاج الذي يمكن أن يتسبب فيه، فضلاً عن كشف العورة التي يجب سترها. ويستند الدليل على حرمتها إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اتقوا اللعانين"، فسألوه: "وما اللعانين يا رسول الله؟" فقال: "الذي يتخلل في طريق الناس أو في ظلهم".

حرمة التبول في الماء الراكد: يُحظر التبول في الماء الراكد، ولكن يُباح التبول في الماء الجاري. ويستند الدليل على حرمة التبول في الماء الراكد إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نهى عن أن يُبال في الماء الراكد".

حرمة قضاء الحاجة على القبور: يُحظر قضاء الحاجة على القبور تقديرًا لحرمة القبور وأصحابها. ويستند الدليل على حرمتها إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يجلس أحدكم على جمرة فتحرق ثيابه، فتخلص إلى جلده، خير له من أن يجلس على قبر".

باختصار، يهدف الشرع الحنيف إلى تنظيم تصرفات الإنسان وتحديد الآداب المناسبة لقضاء حاجته، وذلك من أجل الحفاظ على الأخلاق والمروءة واحترام حرمات الآخرين والمكان