يوم العلَم .. مسيرة وطن وسيرة مجد
نيفين عبد الهادي
17-04-2023 12:26 AM
جميل أن نرى العلم يرفرف من حولنا في كل مكان وكل موقع، ففي ذلك رسالة حبّ واعتزاز وفخر، وترسيخ لمسيرة وطن رفرف علمه منذ مئة عام يحكي تاريخا عريقا، زاخرا بالأحداث التي قادتنا لأردن المجد والفخر والعز، أردن بقيادته الهاشمية الذي كان وما يزال أيقونة مجد عربية وعالمية، وأيقونة تميّز بالعطاء والتنمية والإنجازات.
يوم العلم الأردني، اليوم الذي أقره مجلس الوزراء بالتزامن مع احتفالات مئوية الدولة الأردنية، ليكون مناسبة نفرح بها بتاريخنا وبحاضرنا، ومستقبلنا، يوم نحتفل به بالعلم ونرسخ علاقتنا به ونقرّبه من تفاصيل يومنا وحياتنا، رغم رمزية المناسبة كون العلم جزء لا يتجزأ من مسيرة الوطن وسيرة تاريخه، إلاّ أنها مناسبة وطنية رائعة، تجعل العلم حاضرا بشكل معرفي وتاريخي وجزء أساسي من بناء الوطن، ويعيد لذاكرتنا الوطنية جميعا محافل ومناسبات وأحداث رفرف بها وسجّل مواقف تعدّ فخرا للأمة.
الاحتفال بالعلم بطبيعة الحال ليس يوما على رزنامة أيامنا وأيام الوطن، هو احتفال نعيشه كل يوم في المدرسة والمؤسسات والجامعات وغيرها، لكن في يوم مخصص للاحتفال به، الكثير من المعاني الوطنية، التي يعبّر عنها الكثيرون برفع العلم على أماكن سكنهم وسياراتهم، لتزدان تفاصيل حياتنا بالعلم، ويزيد فخرنا بوطننا الذي تواجد علمه في كل مكان عظيم برسائل عظيمة تؤكد أن الأردن عظيم بقيادته ومواقفه، وانتصاراته.
على أرض فلسطين، قدّم نشامى الجيش العربي أرواحهم ودماءهم حفاظا على مقدساتها في معارك خلدها التاريخ ورفع فيها العلم الأردني، بدءا من معركة باب الواد عام 1948 التي صدت التقدم الصهيوني باتجاه القدس، وارتقى عشرات الشهداء الأردنيين دفاعا عن أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، وفي 21 آذار عام 1968، دافع الجيش العربي من الوطن في معركة الكرامة ليرفع الأردنيون علمهم فخرا وانتصارا وعزّا، ينبعث منه مسك دم الشهداء، ليكون راية خفّاقة بالمجد وتستمر المسيرة نحو المزيد من المجد والتميّز، ويبقى العلم الأردني خفّاقا يحكي مسيرة وطن وسيرة انجاز.
يوم نحتفل به في العلم الأردني، ونمنحه كل ما أوتينا من حبّ واحترام وقدسية، داعين الله أن يحفظ قيادتنا، ووطننا وأن يبقى العلم الأردني خفّاقا في السماء عاليا عزّنا وفخارنا.
(الدستور)