* في مقالة سابقة حول (التنمّر) كظاهرة اجتماعية سلوكية تعبّر عن الإيذاء النفسي والاجتماعي لضحاياه، ذكرت باختصار دوافعه ونواتجه الخطيرة، فدوافعه شعور بالنقص، نفسياً واجتماعيا، ومخاطره تؤدي إلى القلق النفسي، واذا ما كان الضحية ضعيف الشخصية، فقد ينتهي إلى الاكتئاب واحتمال الانتحار.
*وذكرت في المقالة التي عرضتْها إذاعة مجمع اللغة العربي الأردني، مشكورة، أشرْت إلى أهم أساليب العلاج وبخاصة الوقائية، تتمثل بتكثيف الارشاد النفسي والاجتماعي، في المؤسسات العامة والخاصة، وبخاصة المؤسسات التعليمية.
*وما دعاني للعودة إلى الموضوع، اطلاعي على دراسة حديثة عن (التنمّر المدرسي) أجْريت في كوريا الجنوبية:
-أكدت الدراسة التجريبية العملية أن التنمرّ المدرسي بدأ يأخذ شكل أزمة مدرسية عالمية... ومن أخطر نواتجه انتهاء ضحاياه إلى المرض النفسي، والقلق والاكتئاب ومعروف أن الأخير قد يدفع إلى الانتحار.
-أكدت الدراسة أن العلاج ببرامج تعديل السلوك الفردي للطلبة، المتنمرْين والضحايا؛ وتوجيه سلوكياتهم نحو الأنشطة المدرسية.
-اكّدت أن هذه الأساليب ضعيفة التأثير وبطيئة النتائج الإيجابية.
*عُنِيَتْ الدراسة المذكورة ببرنامج: إيجاد مناخ مدرسي مناهض للتنمّر، وأهم عناصره المعلمون والطلبة والمجتمع المدرسي بجميع مكوّناته البشرية:
-فدَوْرُ المعلمين وتدريبهم على مهارات التواصل مع الطلبة، بأساليب جديدة؟
-ودَوْرُ الطلبة بايجاد بيئة اجتماعية تشجّع جميع الطلبة على الدفاع عن ضحايا التنمّر.
-ودور الإدارة المدرسية في حُسْن الرعاية السلوكية للطلبة عموماً، والتعامل معهم بالمساواة والتقدير الإجتماعي.
*اكّدت الدراسة أن هذا البرنامج بعناصره الثلاثة: الطلبة والمعلمين والإدارة المدرسية، وإيجاد المناخ المدرسي الإجتماعي، أدّى إلى انخفاض حادّ في حجم المشكلة في المدارس التي طبقّ فيها، وإنخفاض ملموس في عدد المعرّضين للتنمر.
* لقد اهتمت معظم النظم التربوية المتفوقة والمتميّزة تربوياً بهذا الموضوع: دراسات وبحوثاً وتطبيقات عملية لمشاريع وقائية، كما نشرت مجلة (علم النفس الأمريكي) برامج وطرائق جديدة للتعامل مع التنمّر، تتماشى مع دراسة (كوريا الجنوبية).
*مجرّد رسالة للإهتمام بهذه الظاهرة، أردنياً؛ ولو بأجراء مسح كمّي/ إحصائي عن هذه الظاهرة في مجتمعاتنا المدرسية، ومن ثم وضع برامج وقائية لأوأْدِها.