عمون- تعود نشأة فن الخداع البصري إلى القرن الخامس قبل الميلاد في اليونان القديمة. قام اليونانيون بتطبيق الخداع البصري في هندسة وفنونهم. تم العثور على أحد أقدم تطبيقات الخدع البصرية على أسطح المنازل اليونانية. كما استخدم الإغريق فن الخداع البصري في معابدهم، حيث بنوا أسقف المعابد بشكل مائل واستخدموا الخداع البصري لجعل الأسطح تبدو منحنية بدلاً من مائلة.
كانت لوحات اليونانيين أيضًا دليلاً آخر على استخدامهم لفن الخداع البصري. رسموا اللوحات بشكل واقعي لدرجة أن الناس كانوا ينخدعون ويعتقدون أن الصور حقيقية. تطور فن الخداع البصري بمرور الوقت وأصبح منتشرًا جدًا في القرن التاسع عشر. ظهرت اللوحات الفنية التي تعد واحدة من أهم أشكال الخداع البصري، مثل لوحة "الهروب من إطار اللوحة" التي رسمها بيري بوريل ديل كاسو في عام 1874.
ظل فن الخداع البصري لغزًا يحير الجميع حتى بدأ الفلاسفة يطرحون نظريات مختلفة لتفسيره. يمكن تصنيف الخداع البصري إلى ثلاثة أنواع رئيسية حسب العالم النفسي البريطاني ريتشارد جريجوري: الخداع الجسدي، الخداع الفسيولوجي، والخداع المعرفي.
الخدع الجسدية تنتج عن تشويه المقياس وتضليل الحجم الحقيقي للأشياء. يمكن أن يحدث الخداع الجسدي عندما نرى جبلًا بعيدًا في طقس صافٍ، فيظهر الجبل أكبر مما هو عليه في الحقيقة.
الخدع الفسيولوجية تنشأ عند التحفيز المفرط للبصر، مثل الاستمرار في التعرض لضوء ساطع لفترة طويلة ثم رؤية خطوط أو بقع بعد توقف المصدر المضيء. يعتمد الخداع الفسيولوجي على استجابة العين للحركة والسطوع واللون والشكل.
الخداع المعرفي يحدث عندما يتعارض الواقع الفعلي مع الافتراضات المسبقة للشخص. يمكن أن ترى الشخص صورة لمزهرية بيضاء مع خلفية سوداء وتفسرها بشكل مختلف، مثل رؤية وجهين متقابلين باللون الأسود.
ومن بين أشهر الخدع البصرية التي تعرف، نجد الشبكة الهيرمان، والراقصة الدوارة، وزونلر، وغرفة إيمز، وبونزو.
بهذه الطريقة، نشأة فن الخداع البصري وأنواعه وأمثلته تعكس تطوره عبر التاريخ وأهميته في إثارة الدهشة واستكشاف قدرات العقل البشري في التفاعل مع الصور والأشكال المشوهة.