عمون- تاريخ فن التمثيل يعود إلى العصور القديمة حيث ظهرت الدراما والتمثيل لأول مرة في مدينة أثينا. كانت البداية عبارة عن إنشاد للترانيم القديمة تكريمًا للإله ديونيسوس، وكان يستخدم هذا الإنشاد في المواكب والفرق الكورالية التي كان يشارك فيها الأشخاص الذين يرتدون الأزياء والأقنعة. مع مرور الوقت، تطورت هذه الفرق لتشمل أعضاء يلعبون أدوارًا محددة في المواكب والفرق، ولكنهم لم يكونوا ممثلين بالمعنى الحالي للكلمة.
تطور فن التمثيل في القرن السادس قبل الميلاد، عندما أسس بيسستراتوس سلسلة من المهرجانات العامة في أثينا. ومن بين هذه المهرجانات كان هناك "مدينة ديونيزيا"، والتي كانت تعتبر مهرجانًا ترفيهيًا يقام على شرف الإله ديونيسوس. كانت تشمل المسابقات في الموسيقى والغناء والرقص والشعر. ومن بين الفائزين في هذا المهرجان، كان هناك شاعر متجول يُدعى ثيسبيس الذي أبهر الجماهير بأداءه، حيث قفز على ظهر عربة من الخشب وألقى الشعر وكأنه يعيش شخصية الشعراء التي كان يقرأ سطورها. وبهذا أصبح أول ممثل في العالم، ومن هنا نحصل على جذور هذا الفن العريق.
ظهر التمثيل الحديث في القرون اللاحقة في المسارح اليونانية الكبيرة، حيث بدأ الممثلون يرتدون الأقنعة والملابس الخاصة بالشخصيات التي يؤدونها. في الفترة المسيحية الرومانية، تراجع الاهتمام بالتمثيل إلى حد ما، لكنه عاد للظهور بشكله الحديث في القرن السادس عشر الميلادي من خلال الكوميديا الإيطالية.
فن التمثيل هو تقمص وعيش أدوار الشخصيات في الأعمال المسرحية، الأفلام، البرامج التلفزيونية، أو البرامج الإذاعية. يعتمد التمثيل على استخدام الحركات والإيماءات وتغيير نبرة الصوت أحيانًا لتجسيد الشخصية وإيصال فكرة أو رسالة للجمهور. يتطلب التمثيل مهارات متنوعة مثل التواصل اللفظي، الليّونة الجسدية، الاستماع الفعّال، الإصرار والإبداع.
لدى الممثل الناجح مجموعة من المهارات المطلوبة، بما في ذلك القدرة على النطق والتحدث بوضوح ونقل المشاعر من خلال الكلام، وأداء الحركات المناسبة للشخصية، والاستماع والتعامل مع التعليمات والنقد بشكل إيجابي، والتركيز والقوة البدنية للتعامل مع ساعات العمل الطويلة والتحمل البدني.
مهنة التمثيل تتطلب أيضًا السفر والتدريب المستمر على أداء الأدوار المختلفة. قد يضطر الممثلون في بعض الأحيان إلى القيام بأدوار غير التمثيل مؤقتًا لكسب لقمة عيشهم.