مفهوم الجمال عند الفلاسفة
23-05-2023 03:24 PM
عمون- تعريف الفلسفة يشير إلى أنها علم يرتبط بطبيعة الإنسان ورغبته في المعرفة. كلمة "فلسفة" هي كلمة يونانية المنشأ مشتقة من جزئين، "فيلو" وتعني "المحب"، و"سوفيا" وتعني "الحكمة". وبالتالي، تعني الكلمة "المحب للحكمة". تم تعريف الفلسفة بطرق مختلفة عبر التاريخ. في البداية، كانت تركز على التفكير والبحث في جذور الوجود والخالق ومكونات الكون. ولكن بعد اتهامها بالتضليل للإنسان، تغير تعريفها. بدأ التغيير منذ أيام سقراط عندما أصبحت الفلسفة نوعًا من التفكير والبحث في طبيعة الإنسان وإيمانه بالخالق وإثبات وجوده بواسطة العقل. تعتمد الفلسفة على العقل والمنطق. وبما أنه لا يوجد تعريف محدد للفلسفة بذاتها، يمكن تعريفها على أنها المعرفة وحب الاستطلاع والرغبة في اكتشاف أسرار الحياة من حولنا.
تعريف الجمال يرجع أصله إلى الكلمة اليونانية، ويشير إلى العلم المتعلق بالإحساس وتعرف على الأشياء من خلال الحواس. ويُطلق عليه أيضًا اسم "الإستاطيقا" وفلسفة الفن. وقد قدم هربرت ريد تعريفًا للجمال يعتبره وحدة العلاقات الشكلية بين الأشياء التي تدركها حواسنا. في الماضي، كان الجمال فرعًا من فروع الفلسفة، حتى جاء الفيلسوف بومجارتن وفرق بين علم الجمال وباقي المعارف.
تاريخ علم الجمال يشير إلى أن فلسفة الجمال كانت في الأصل مرتبطة بنظريات الكون واللاهوت. ومع ذلك، اقتربت عبر التاريخ من نظريات المعرفة والأخلاق. نشأ علم الجمال مع نشوء الفلسفة مع الفلاسفة القدماء في اليونان، ولا يمكن فصله عنها؛ حيث يستمد أصوله من المذاهب الفلسفية. يُعتبر علم الجمال علمًا نشأ حديثًا بعد فترة طويلة من التأمل الفلسفي، وهو علم قديم ولكن حديث في نشأته، حيث لم يتم التعرف عليه بشكل مستقل في الأصل، ولكن تم التركيز عليه نظرًا لدوره في الخير والحقيقة.
تاريخيًا، ظهرت نظريات الجمال لدى الفلاسفة بأشكال مختلفة. في الفلاسفة الفيثاغورية، تميزت بفكرة الثنائية بين الوجود المعقول والوجود المحسوس، وقد صاغوا الأفكار الفلسفية بصيغة رياضية. أما نظرية جورجياس، فتركز على دور الجمال الفني في إحساس الإنسان واللذة الحسية التي يوفرها الفن. وقد أشار إلى أن الفن يستند إلى الوهم ولا يعتمد على الحقيقة. سقراط، بدوره، أولى اهتمامًا أكبر لجمال النفس والأخلاق بدلاً من الجمال الحسي، وأعتبر أن الجمال هو ما يحقق الفائدة الأخلاقية ويخدم الحياة الإنسانية. أفلاطون ربط الجمال بالحب الإلهي ورأى أن الفنون تستمد جمالها من محاكاتها للطبيعة، ولكنه اعتبر هذه المحاكاة ناقصة لأنها تحاول الوصول إلى العالم المثالي.