عمون - الوضوء هو أساس الطهارة في الإسلام، حيث يتوضأ المسلم بالماء النقي لأداء الصلوات المفروضة والنفل. ولا يصح الصلاة إلا بعد أداء الوضوء، ولكن في بعض الحالات قد يصعب على المصلي استخدام الماء للوضوء، سواء بسبب أسباب صحية أو نقص الماء. لذلك، جعل الله التيمم بديلاً مقبولًا للوضوء، لتخفيف العبء عن المصلي وإزالة الحرج عنه. ويسمح بالتيمم فقط عند توفر الشروط المسموح بها، ومن هذه الشروط أن يكون التراب طاهرًا.
طريقة التيمم بالتراب تتضمن عدة خطوات، وفقًا للفقه الإسلامي:
النية: ينوي المصلي أن يتطهر أو يستبيح الصلاة.
ضرب التراب بالكفين: يضع المصلي كفيه على التراب الطاهر ويضربهما بالتراب ليتلصق التراب على كفيه.
مسح الوجه: يمسح المصلي وجهه مرة واحدة فقط.
ضرب الكفين بالتراب مرة أخرى: يضرب المصلي كفيه بالتراب لمسح يديه. وهناك بعض العلماء يرون أن ضربة واحدة تكفي لمسح الوجه واليدين.
مسح اليد اليمنى ثم اليد اليسرى: تختلف الآراء بين الفقهاء حول مدى مسح اليدين، هل يجب مسح اليدين إلى المرفقين مثل الوضوء أم يكفي مسح الكوعين. الحنفية والشافعية يرون أنه يجب مسح اليدين إلى المرفقين، أما الحنابلة والمالكية فيرون أنه يكفي مسح اليدين إلى الكوعين.
الترتيب: يجب أن يتم ضرب الكفين بالتراب أولاً، ثم مسح الوجه، ثم مسح اليدين. ولا يصح التيمم إذا قام المصلي بمسح اليدين ثم ضرب الكفين.
سُبب نزول آية التيمم كان عندما ضاع عقد عائشة رضي الله عنها في إحدى غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وأُوقف الجيش للبحث عن العقد لفترة طويلة، ولم يكن هناك ماء للتوضؤ وأداء الصلاة. فانتقد بعض المسلمين أبا بكر رضي الله عنه للخروج عن وقت الصلاة، وقام أبو بكر بتوبيخ عائشة رضي الله عنها. فعندما استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم ولم يجد ماء للوضوء، أنزل الله آية التيمم. وقال النبي صلى الله عليه وسلم بعد نزول الآية: "ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر".