يوم العلم .. يوم العلم والعمل
د. حازم قشوع
16-04-2023 01:36 PM
وهي اذ تعتبر أحرفاً واحدة لكنها تأتي بسلم ترتيب مختلف لتشكل معانٍ مختلفة وتعبر سلسلة معانيها عن معانٍ مناسبة واحدة التي يرسم صفاتها يوم العلم، فالعلم هو راية التميز التي تدل عن رمزية موطن وتبين ثقافته بألوان رايته حيث الدلالة والرمزية المقدسة.
فالعلم يجسد الروح الجامعة التي تعبر عن الروح الوطنية بدلالة راية العلم ورمزيته ، وكذلك هو العلم الأردني الذي تم اشتقاق ألوانه من المعاني العميقة لعلم الثورة العربيه الكبرى، لذا فهو يعد من الرايات الواضحة بالرمزية والتوجة والدلالة، حيث ترمز ألوانه لدلالة حضارية تليدة فالأبيض يرمز للدولة الأموية والأسود للدولة العباسية والأخضر للدولة الفاطمية والأحمر للثورة العربية الكبرى بعمقها الهاشمي التليد وهي الثورة التي أرادت أن تعيد للعروبة مكانتها بعد أن تم تتريك الهوية العربية في لحظة تاريخية وكما هي الراية التي تزينها النجمة السباعية التي تدل على فاتحة الكتاب وجبال عمان السبعة وهي تحتوي أيضا على رمزية مكان المنطلق وأصل المرتكز للامة ورسالتها .
وهي معاني الجمل التي ترسم حضارة أمة بعبارة وتظهر مكانة الثقافة الاردنية، وهذا ما يمكن قراءته من ألوان العلم الأردني وكذلك من أشكاله الهندسية التي جاءت بعبارة واضحة تقول الأردن جزء من أمته العربية وثقافتة الاسلامية وكذلك رسالته التي تنطلق منها ثوابت سياساته وهي الثوابت التى تعتبر عن المنطلق الاساسي لمحتواه الثقافي القويم .
وهو اليوم الذي نعظم فيه راية الوطن ورسالة الحضارية التى يعمل لأجلها ويرنو لتمكينها بالنهضة الفكرية والمنهجية المعرفية المقرونة بالعلم والعمل ووحدة الأهداف المشتركة فالإطار القومي يشكل على الدوام منهجية عمل أردنية اساسية، فهو العنوان الذي تنطلق منه راية من على ارضية موروثها القومي والفكري الجامع لعقيدة الأمة والمعظم لرسالتها .
وهي الرسالة التي لم تتشكل على أساس جغرافيا سياسية محددة، وهذا ما ميز المجتمع الأردني عن غيره من المجتمعات التي تشكلت بعد رياح المنعطفات التاريخية والمفاصل الجيوسياسية التي جاءت على المنطقة باسقاطات حملت جغرافيا المكان من وحي سياسي ليتشكل في إطارها مجتمعات محلية وبرمزية وطنية، من هنا تأتي رمزية الراية الأردنية بمحتواها العربي الذي تشكله الراية الاردنية.
والأردن وهو يحتفل بيوم العلم لترسيخ مكانته الوجدانية وتعزيز رايته القيمية انما ليقدم هذه المساحة في الثقافة الوطنية لتعظيم الروح الوطنية وإثراء وحدة المجتمع ومكانة اللحمة الوطنية فيه وفي داخله على ان يتم تجسيده بالاحتفال بيوم العلم ، فالوحدة الوطنية تشكل الأساس والمنطلق في حماية النطام الهاشمي الذي يشكل عقدة الوحدة وعقيدة الرسالة.
فالأردن يحتفل بيوم العلم من أجل تذويب الروابط الفاصلة بمنهجية العمل وتقديم دائرة الوطن عن كل الدوائر الهويات الفرعية والتي هي بحاجة لتعزيز مساحة الصور التقديرية بتقدم الوطن بحلة وطنية وليس بحالة إقليمية فرعية فالوطن للجميع بالعنوان والممارسة دون استثناءات تقديرية او جمل تبريرية وهذا ما يتطلب تبديل الروافع الفرعية الى روافع حزبية تنصهر عبرها جميع الهويات الوطنية في إطار القيم الوطنية الجامعة .
فإنّ يوم العلم نريده أنّ يكون يوماً للتعاضد والوحدة من أجل سلام الذات الوطنية وكما تريده أن يكون يوم احترام الدستور وقيمه النابعة من عظيم احترامنا للمؤسساتنا الدستورية حتى نعظم فيه ومعه الثقة بعقدة الرباط الجامع التي تربط الوطن بمكوناته الثلاثة حيث النظام السياسي والمجتمع الوطني ووحدة التراب الوطني لتكون مرتبطة بوثاق العقدة الدستورية وقنواتها المعرفة.
عى أن يأتي ذلك من خلال مناهج عمل وبرنامج من أجل الوطن تتعزز فيه المكانة والمصداقية عبر قنوات اتصال ومناخات تواصل تحقق عوامل الاستجابة وتعزز من الروح الوطنية لتشكل الأساس القويم والرابط المتين بين بيت القرار والمجتمع الأردني، فليكن يوم العلم يوم استعادة الثقة بإغناء الروح الوطنية وتأصيل قيم المواطنة التشاركية التي تقوم على الولاء والانتماء بالتضحية والفداء من أجل الأردن ومكانته ومن أجل تعظيم رسالة المجتمع بدوره وريادته ومن اجل المواطن بتعظيم شعائر رعايته وعنايته وليأتي ذلك كله عبر نموذج معرفي وإصلاحي مبين نرفع فيه العلم من اجل كل عناوين الوطن بيوم للعلم والعمل.