عمون - يتضمن الدين الإسلامي العديد من التوصيات والفضائل المتعلقة بالجلوس بعد الصلاة المكتوبة. وقد ورد في الأحاديث النبوية العديد من الأقوال التي تشير إلى فضل البقاء جالسًا في مكان الصلاة بعد الانتهاء منها.

قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا يزال العبد في صلاة ما كان في مصلّاه ينتظر الصلاة وتقول الملائكة: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه، حتى ينصرف أو يحدث"، وهذا يشير إلى أن الملائكة تستغفر للمصلي وتدعو له بالرحمة ما دام جالسًا في مكان الصلاة.

إذا جلس المصلي في مكان الصلاة بعد انتهائها، فإن الملائكة تستمر في الاستغفار له والدعاء له. وإذا رغب الشخص في زيادة هذه الدعوات، يُنصح بالبقاء في مكانه بعد الصلاة. وفي زمن النبي -صلى الله عليه وسلم-، كان المسلمون يبقون في مكان صلاتهم حتى يغادر النبي -صلى الله عليه وسلم- احترامًا وتعظيمًا له.

يجلس المصلي في مكان الصلاة بعد انتهائها ليستغفر الله تعالى ويقرأ الأذكار المندوبة بعد الصلاة. كما يُمكن أن يكون الهدف من البقاء جالسًا في مكان الصلاة هو إعطاء الفرصة للنساء للخروج من المسجد قبل المرور بالرجال، وذلك للحفاظ على كرامتهن وتجنب اختلاطهن مع الرجال بشكل غير مسموح به في الشريعة الإسلامية.

الذكر بعد الصلاة المكتوبة له فضلٌ عظيم، وحث عليه النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-. قال تعالى في القرآن الكريم: "وَأَدْبَارَ السُّجُودِ"، وهذا يشير إلى أن الذكر بعد الصلاة له فضلٌ كبير. وقد وردت أحاديث كثيرة تحث على قراءة الأذكار بعد الصلاة. ومن خلال تقليد سلوكي النبي الكريم، يمكن للمسلمين أن يتبعوا أعماله ويتمسكوا بها ليحظوا برضى الله وفوزهم بالجنة ورحمته.

الخطى والمشي إلى المسجد له فضلٌ أيضًا. فقد قال النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "... وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة إلى الصلاة"، وهذا يشير إلى أن المشي إلى المسجد وكثرة الذهاب إليه يمحو الذنوب ويكفر الخطايا. وكلما زادت خطوات الشخص إلى المسجد، زادت درجته في عين الله تعالى. ومن ذهب إلى الصلاة ولم يلحق بها، فله الأجر كأنه صلى الصلاة كاملة.

بالإجمال، يُحث المسلمون على الجلوس بعد الصلاة المكتوبة والبقاء في مكان الصلاة لبعض الوقت، سواء للحصول على الأجر والثواب الذي لا ينقطع، أو لاستغفار الله وقراءة الأذكار المندوبة. كما يُحث على المشي إلى المسجد وزيادة الخطى إلى المساجد، فذلك يمحو الذنوب ويرفع الدرجات في عين الله