عمون - الصلاة لها العديد من الفضائل المهمة، وفيما يلي بعضها:
أفضل الأعمال: الصلاة هي أفضل الأعمال بعد الشهادتين، وذلك بناءً على قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن أفضل الأعمال. فقد قال: "أي العمل أفضل؟" فأجاب: "الصلاة لوقتها". ثم سئل: "ثم أيهما؟" فقال: "بر الوالدين". ثم سئل: "ثم أيهما؟" فقال: "الجهاد في سبيل الله". [رواه البخاري ومسلم]
ضيافة الله في الجنة: الله يعد ضيافة وكرامة في الجنة لمن يذهب إلى المسجد ويعود. فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من غدا إلى المسجد وراح، أعد الله له نزله من الجنة كلما غدا أو راح" [رواه البخاري ومسلم]. وأيضًا، الملائكة تصلي على الإنسان ما دام في مصلاته.
الاعتزاز بالله والبعد عن مظاهر الدنيا: الصلاة تعزز العبد وتوجهه لله وتبعده عن غرائز الدنيا ومغرياتها. إنها نور لصاحبها في الدنيا والآخرة وتحقق الراحة النفسية والطمأنينة الروحية وتبعد الغفلة.
الأجر العظيم: الصلاة لها أجر عظيم، ويُكتب للإنسان أجرها منذ خروجه من بيته حتى يعود إليه.
تنظيم الحياة: الصلاة تعلم الإنسان النظام في جميع شؤون حياته، وتضبط أخلاقه وسلوكه، وتنهي عن الفحشاء والمنكر.
الصلاة ترفع الدرجات في الجنة: الصلاة ترفع درجات المؤمن في الجنة وتكفر الخطايا والسيئات، وتكون سببًا لدخوله الجنة. وبالمشي إلى المسجد يرتفع مستوى درجاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من تطهر في بيته، ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة، والأخرى ترفع درجة" [رواه مسلم].
إظهار العبودية لله: الصلاة تعبّر عن العبودية لله والشعور بلذة المناجاة، وتحقق الأمن والسكينة والفوز والفلاح، وتكفير السيئات. كما قال الله تعالى: "قد أفلح المؤمنون. الذين هم في صلاتهم خاشعون" [المؤمنون: 1-2]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة الخمس، والجمعة إلى الجمعة، كفارة لما بينهن، ما لم تغش الكبائر" [رواه مسلم].
تحقيق الرحمة والتمكين في الأرض: الصلاة تعتبر من أسباب نزول الرحمة والتمكين في الأرض، فإنها تحث على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولهذا قال الله تعالى: "الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، ولله عاقبة الأمور" [الحج: 41].
تأثيرها في تهذيب السلوك: الصلاة تساعد على تهذيب السلوك من خلال أمر المعروف ونهي المنكر، وتعين على الصبر في أوقات الشدة. فقد قال الله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة، إن الله مع الصابرين" [البقرة: 153].
نيل النور يوم القيامة: الصلاة تجلب النور يوم القيامة، فقد قال الله تعالى: "يوم ترى المؤمنين والمؤمنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم" [الحديد: 12].
التجارة الرابحة: الصلاة هي التجارة الرابحة التي لا تفنى، وذلك بناءً على قول الله تعالى: "إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرًّا وعلانية يرجون تجارة لن تبور" [فاطر: 29].
تتمتع الصلاة بمكانة عالية في الإسلام لعدة أسباب، منها:
الصلاة هي العبادة الأولى التي فُرِضت في مكة وأوّل عبادة اكتملت في المدينة، مما يدل على عظم شأنها ومكانتها في الإسلام.
إنها واجبة على المسلم في جميع حالاته وظروفه، وتمثل الصلاة العماد الأساسي للدين. وكانت في بداية فرضيتها تُصَلّى خمسين مرة في اليوم والليلة، ثم تم تخفيفها إلى خمس صلوات بأجر خمسين صلاة، مما يدل على عظيم مكانتها في الإسلام.
هي العبادة الوحيدة التي فُرِضت في السماء مباشرة من الله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم في ليلة الإسراء والمعراج.
في الختام، يُمثِّل الصلاة مكانة عالية في الإسلام، فهي أفضل الأعمال بعد الشهادتين وتحقق العديد من الفوائد والفضائل للمؤمن.
الصلاة لها العديد من الآثار الإيجابية على الفرد والمجتمع، ومنها:
تقرب الفرد من ربه وتمكنه من التواصل الروحي مع الله. تعزز الصلاة العلاقة الإيمانية وتمده النفس بطاعة الله وذكره، وتساعد في تجنب الخطايا والمعاصي. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تساهم في استقامة الفرد وتطوير أخلاقه وصلاحه، وتعزز سلامة قلبه وعقله.
تمكن الفرد من التفرد بخالقه من خلال العبادة والتوحيد. كما ترمز الصلاة إلى وحدة المسلمين، وتعبّر عن التواضع والانقياد التام لله تعالى، وفي السجود يتحقق الاستسلام والخضوع لله.
تزيل الصلاة الحقد والبغضاء بين أفراد المجتمع من خلال تجمعهم وتلاصقهم في الصلاة، وتعزز قوتهم من خلال التغيير الذي يحدثه أداؤها في جماعة. تعكس الصلاة وحدة المجتمع من خلال التزام الأفراد بها واجتماعهم لأدائها.
تحفظ الفرد الذي يحافظ على الصلاة بخشوعها وآدابها، وتبعده عن الشرك، وتمنحه العزة والتواضع والتقوى.
بالنسبة للأطفال، فإن الصلاة تحمل العديد من الفوائد، بما في ذلك:
تنمي الجانب الإيماني والتعبدي والعقائدي لدى الأطفال، حيث يرون والديهم يؤدون الصلاة ويدعون لهم بالصلاح والهداية.
تعلم الطفل أن يكون فردًا صالحًا في مجتمعه وأمته، وتعلمه الشجاعة في دعوة الآخرين إلى الصلاة، وتساعده على تنمية الرقابة الذاتية في سلوكه.
تعود الصلاة على الطفل بترسيخ التزامه بالصلاح والاستقامة في الحياة، وتعلمه أهمية الصلاة وحسن أدائها وإقامتها.
أما بالنسبة لأداء الصلاة في جماعة، فلها العديد من الفضائل، ومنها:
تتفوق صلاة الجماعة على صلاة المنفرد بـ27 درجة، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم.
تحمي الصلاة الجماعة الشخص من وسوسة الشيطان. وتبقاء الفرد في أمان الله وحفظه، وأداء صلاتي الفجر والعشاء في جماعة يعدل قيام الليل بحسب قول النبي صلى الله عليه وسلم.
يكون الشهود من الملائكة لمن يؤدي الصلاة في جماعة، ويبتعد عن النار، ويكسب محبة الله. كما أن انتظار الصلاة يؤدي إلى استغفار الملائكة ودعائها للمسلم، وتحقيق مغفرة الله.
يشجع النبي صلى الله عليه وسلم على أداء الصلاة في جماعة، مما يدل على عظم أهميتها ومكانتها. والمشي إلى الصلاة يكون سببًا لدخول الجنة ورفع الدرجات، وسببًا لكمال الإيمان والإسلام لمن يحافظ عليها.
يتلقى المؤمن أجرًا عظيمًا لأداء الصلاة في الصف الأول والاستجابة للنداء، وفقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم.
باختصار، فإن الصلاة لها تأثيرات إيجابية على الفرد والمجتمع، وتعزز الروحانية والتقوى، وتبني القيم والأخلاق الحسنة، وتعزز وحدة المسلمين والترابط الاجتماعي، وتحقق السلام الداخلي والاستقامة. وإذا تم أداء الصلاة في جماعة، فإنها تزيد من الفضل والمنافع وتعزز الروح الجماعية والتلاحم بين المسلمين.