مما لا شك فيه أن الأنسان لا يستطيع مواجهة وتجاوز الأزمات دون التمتع بثقافة الوعي، ما يجعل من الثقافة أداة مهمة بعدما ما شاهدناه في أزمة كورونا التي عصفت في العالم حيث لم يكن الشعب مُهَيَّأً لمواجهة مثل هذا النوع من الأزمات.
فالثقافة تسهم في ادارة الأفكار بمستوى بناء يخدم المجتمع ويبين معرفة كيفية التعامل مع العقبات التي تمر بالمجتمع كالشائعات والمعلومات المغلوطة وسوء استخدام وسائل التقنيات الحديثة مثل مواقع التواصل الاجتماعي بشتى أنواعها، على سبيل المثال ما تم تداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في المملكة بقصة سيدة أردنية أقدمت على سرقة علبة حليب لاطعام ابنتها التي تبلغ من العمر ثلاث سنوات وهو ما أدى الى دخولها السجن.
حيث تم تناقله من قبل ناشطين في وسائل التواصل الاجتماعي مع شرحهم المفصل للواقعة (الاشاعة) حيث تبين لاحقا عدم صحة ما تم تداوله وهذا ما أعلنه الناطق الرسمي باسم مديرية الأمن العام هذه الاشاعة التي وجهت للعامة وتم صياغتها بطريقة يتم تصديقها من قبل أغلب الناس وبمواجهة والقاء اللوم على الحكومة والقاء اللوم عليها باعتبارها المذنبة وهي من أصعب أنواع الشائعات واعقدها خصوصا أنها موجهة الى الحكومات والمؤسسات المعنية.
هنا ننوه أنه يجب أن يكون هنالك ضوابط على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى الناشطون على هذه المواقع لأنه متل هذا النوع من الشائعات هي من أخطر المؤثرات المعنوية والنفسية على المواطن والمجتمع وأنها تعيق عملية فهم المجتمعات لطبيعة الظروف التي يمر بها فهي تعزز مفهوم الاشاعة ومفهوم الفجوة التي ممكن حصولها بين المواطن والدولة .
بالتالي، إن للثقافة دورا مهما بتوجيه وعي الأفراد لادارة أفكارهم وتصوراتهم ودورها المحوري في ادارة الأزمات حتى لا يقع الفرد فريسة مثل هذه الشائعات التي تهدم بنية المجتمع وعلى الدولة ومؤسسات المجتمع المدني بنشر ثقافة الوعي بتعزيز مفهوم الأمن المجتمعي ليستطيع المجتمع مواجهة أي أزمة مهما تعاظم خطرها وكيفية مواجهتها.