الصحافه الألكترونية والشباب
سميرة فاخوري
18-12-2010 04:08 AM
الصحافة سلاح ذو حدين له إيجابيات وله سلبيات على كافة طبقات المجتمع ومنها فئة الشباب. الصحافة تسمى "السلطة الرابعة" أي أنها تأتي بعد السلطة التشريعة والتنفيذية والقضائية ،أما اليوم فيقال بأنها ليست اكثر من وسيلة ترفيهية على رأي البعض ، الملاحظ في عصرنا الحالي أن نسبة الشباب الذي يقرأ الصحف قليل نوعاً ما ولكننا إذا أمعنا النظر وجدناها ليست وسيلة ترفيه للشباب، فهي لا تتعدى كونها طرح أعلامي تعبّر عن فئة معينة أو إعلان صفحة وفيات، وظائف، أو بيع وشراء وغيرها من الأمور التي أصبحت تقليدية في عصرنا الحالي.
في الوقت نفسه نلفت الانتباه إلى أن الشباب لا يريد شيء للترفيه والتسليه ولكنه يريد شيء يحلّ مشكلاته الذي يعاني منها كل شاب في الوقت الحالي ، و للشباب ميزات معينة منها أنهم يحبون الحدث المصور والرغبة في الإحساس بالحدث والعيش فيه ، لقد أثر وجود وسائل الأعلام الأخرى كالفضائيات المختلفة والأنترنت والمواقع الألكترونيه التي أصبحت الشغل الشاغل للشباب نظرا لتزايد أهمية الإنترنت يوماً بعد يوم كوسيلة إعلامية هامة إلى جانب الوسائل الإعلامية الأخرى فضلا عن الفوائد المتعددة التي تقدمها للمستخدمين.
وقد أدى الإقبال الكبير على الصحف الإلكترونية التي تنشر صفحاتها بالكامل على الإنترنت كما تستخدم أحدث التقنيات التي تربط بين الصوت والصورة وسرعة نقل وتحديث الخبر على مدار اليوم، الأمر الذي جذب العديد من مستخدمي الإنترنت إلى هذا النوع من الصحف ، بالإضافة للمساحة الكبيرة من الحرية التي تقدمها هذه الصحف وذلك بعكس الصحف التقليدية التي مازالت تخضع للرقابة والحذف .
وقد تنبهت بعض الصحف الورقية إلى أهمية الإنترنت كوسيلة إعلامية هامة فأنشأت لها مواقع على الإنترنت لتجذب بعض الشرائح التي لا تُقبِل على قراءة الصحف التقليدية وخاصة شريحة الشباب . ونتيجة لانتشار الصحافة الإلكترونية نشأت الحاجة لوجود جهة ترعي هذه الصحافة فتضع لها الأسس الصحيحة التي تسير عليها بعيدا عن التخبط والعشوائية ، وترعي مصالح العاملين فيها ، فتم تأسيس " الإتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية " ومقره في القاهرة وذلك على يد مجموعة من الصحفيين والإعلاميين ، حتى يكون المرجعية الأولي للعاملين بمجال الصحافة الالكترونية والمنسق لكل أنشطتها ، والذي يمنح الشرعية لأعضائه ، ويدافع عن حقوقهم وحرياتهم ، ويكون القناة الشرعية لأعضائه أمام الجهات الرسمية في المحافل الدولية . وحول مستقبل الصحافة الإلكترونية أجرت شركة ميكروسوفت دراسة تؤكد أن العالم سيشهد طباعة آخر صحيفة ورقية في عام 2018 م .
وقد انقسم العاملين في مجال الصحافة والنشر والإعلام العربي إلى فريقين بين متشائم ومتفائل!!حيث يرى الفريق الأول أن الصحافة الالكترونية لا يمكن أن تكون بديلا للورقية وذلك لارتفاع نسبة الأمية في الوطن العربي والعزوف عن القراءة الأمر الذي يؤدي إلى عدم قراءة الصحف الورقية أصلا فكيف الحال بالنسبة للصحف الإلكترونية؟ وكذلك إرتفاع أسعار أجهزة الكمبيوتر وخطوط الإنترنت مقارنة بدخول الأفراد ، وعدم إنجاز البنى التحتية لشبكات الإتصال الحديثة في كثير من الدول العربية ، بالإضافة لذلك تحتاج الصحف الإلكترونية إلى تقنيات متطورة ذات تكلفة عالية من أجل إستمرارها ، كذلك يعتقد الفريق الأول أن الصحف الإلكترونية لا تتمتع بالمصداقية الكافية كما هو الحال في الصحافة التقليدية الأمر الذي سيؤدي بالنهاية إلى إنصراف القراء عنها بحثا عن مصداقية الخبر، وهذه المعوقات من وجهة نظرهم ستقلل من إنتشار الصحف الإلكترونية .
بينما يري الفريق الثاني المتفائل بمستقبل الصحافة الإلكترونية أن هناك إقبال كبير من قبل جيل المستقبل وهم الشباب على الصحف الإلكترونية التي أصبحت الوسيلة الأساسية للحصول على الأخبار والمعلومات الحديثة في أي زمان أو مكان بمجرد كبسة زر ، وذلك بعكس الصحف الورقية التي لا يمكنها متابعة الحدث والتفاعل معه بصورة فورية ، ناهيك عن مساحة الحرية الكبيرة المتاحة خلالها والتي وجد بها الشباب العربي ضالته المنشودة للتعبير عن آرائه وأفكاره المكبوته سواء أكانت صحيحة أو خاطئة.
أعتقد أنه من العوامل المشجعة لهذه الصحافة أيضا هو الإقبال الكبير على الهواتف النقالة وما تحمله من تكنولوجيا متطورة قد سهلت على الكثيرين التعاطي مع الإنترنت وكذلك أدى إنتشار الأجهزة المحمولة (اللابتوب) إلى تيسير الدخول على الإنترنت في كل مكان وزمان ، فأصبح ليس مستغربا رؤية أحد الأشخاص يجلس في أي مكان عام كالمقاهي أوالفنادق أوالمطارات وغيرها ينجز أعماله أو يتصفح المواقع أوالصحف الإلكترونية بدلا من تصفحه لكتاب أو صحيفة ورقية .
وكذلك عمليه الأتصال عبر(السكايب) و( التويتر) بين أشخاص مع بعضهم البعض (صوت وصورة ) كله أيضا بكبسه زر كل هذه الأمور قصرت الوقت والمسافات بين الناس وكذلك أعتماد نظام الحكومة الإلكترونية الذي أدى ايضا الى زياده أعداد مستخدمي الإنترنت لإنجاز معاملاتهم الحكومية ، وبالتالي حاجتهم لوسائل إعلامية تكون على مستوي الحدث ، بحيث تتابع القوانين واللوائح والتعليمات التي تضعها الحكومة فتقوم بنشرها وتفسيرها وتوضيحها للناس فتساهم بدورها بزيادة الوعي بين أفراد المجتمع . ومما سبق يتبين لنا أنه على الرغم من تزايد أهمية الصحف الإلكترونية وإستقطابها للعديد من الشرائح ، إلا أن هذا لا يلغي أهمية وجود الصحف الورقية التي لها عشاقها ومحبيها و ستظل لفترة طويلة وسيلة إعلامية في متناول الجميع لمعرفة الأخبار والحصول على المعلومات .