عمون- الخط الكوفي هو نوع من الخطوط العربية القديمة، وقد ظهر في مدينة الكوفة في العراق مع بداية الإسلام. يُعتقد أنه تم استخدامه قبل إنشاء مدينة الكوفة بمئة عام على الأقل، حيث بدأ ونشأ في منطقة قريبة من الكوفة والتي تُعرف بالحيرة. استُخدم الخط الكوفي في الكتابة بشكل عام وفي كتابة القرآن الكريم على وجه الخصوص، بالإضافة إلى استخدامه في نسخ المصاحف. تم استخدامه من قبل مجموعة من الخطاطين المتخصصين، وانتشر فيما بعد في جميع أنحاء العراق واستخدم في نقش الجدران الخاصة بالجوامع والقصور وغيرها من المباني الإسلامية. يتميز بعدم وجود نقاط بين الحروف وبالميل إلى اليمين.
ظهر الخط الكوفي في العام 1799 م، أي في أوائل القرن الأول الهجري. ظهر منه نوع يُعرف بالخط المشق، ويتميز بتمديد بعض الحروف مثل الدال والصاد والطاء والكاف والياء الراجعة. يتميز هذا الخط بالإبداع والتجويد في صناعته، واستمر حتى القرن الثاني حيث نُسخت أكبر المصاحف في ذلك الوقت.
تلاه الخط المحقق، وهو نوع آخر من الخطوط الكوفية، ويتميز بأنه خط مصحف متكامل في التجويد والتنسيق، مما أدى إلى حدوث تشابه في الحروف والمدات، بالإضافة إلى جمال تنقيطه وتشكيله. تكون المسافات بين السطور متساوية، ويكون كل سطر مستقلاً في الحروف.
يتم كتابة الخط الكوفي باستخدام قصبة ذات قطعة موحدة، وهناك عدة أنواع مثل الخط المائل والمزهر والمعقد والمورق والمنحصر والمعشق والمضفر والموشح. بدأ العمل بهذا الخط بشكل غير متقن، ولكنه تطور بمرور الوقت وأصبح ذا تنسيق وصناعة مميزة. ثم انتقل إلى مرحلة اللين المقور أو اليابس المبسوط أو وسطًا بينهما كما هو في المصاحف. تُعد هذه الأنواع من الخطوط حديثة ولا تتبع قواعد ثابتة مثل الخط الكوفي الذي استخدم في كتابة المصاحف. يُهتم الخطاط بتحقيق التناسق والتماثل في كتابته، بالإضافة إلى تعبئة الفراغات وإدخال الزخارف الهندسية والنباتية، ويحدث اختلاط في الرقش الذي يظهر في الخط.