باستثناء الكاتب الفلسطيني, نقولا ناصر, لم نسمع من اي مسؤول او سياسي اردني كلمة واحدة تعليقا على المؤتمر الصهيوني الدولي المرتقب في عاصمة العدو الصهيوني بعد اسبوعين من الان.. والانكى من ذلك ان الاردن اصدر قبل عدة اشهر قرارا باعفاء الاف البضائع (الاسرائيلية) من الرسوم الجمركية, فضلا عن اشكال التنسيق المختلفة الاخرى, بل ان عددا من الكتاب المقربين من الحكومة يتوعدون لجنة مناهضة التطبيع النقابية باجراءات قانونية ضد نشطاء اللجنة..
اما المؤتمر الصهيوني المذكور فقد تمت الدعوة له من قبل اربعة احزاب صهيونية اضافة لعدد من الزعماء السياسيين في العالم المعروفين بعدائهم للعرب والقضايا العربية مثل فيلدرز رئيس الحزب السياسي الثالث في البرلمان الهولندي.. وحسب الكاتب نقولا ناصر, فان عنوان المؤتمر المذكور هو (الاردن هو فلسطين) مما يعني شطب الدولة الاردنية ومشروع او حل الدولتين في فلسطين, وبما ينسجم مع (يهودية الدولة) التي تتبناها حكومة نتنياهو وتعني ابتداء شطب حق العودة بل وتهجير مزيد من الفلسطينيين.
وفي الحقيقة فان دعوة اربعة احزاب صهيونية لاستبدال الاردن بخيار فلسطيني - ليست الاولى ولا تقتصر على الاحزاب المذكورة فقد سبق للكنيست الصهيوني إن صوت على توجهات مماثلة.
كما ان مؤتمر هرتزليا منذ تأسيسه عام 2000 والى ما قبل اشهر يدعو لحلول مماثلة بمشاركة كل الاحزاب الصهيونية سواء كانت مصنفة ضمن اليمين او اليسار المزعوم, وتنطلق هذه الحلول من ان الارض بين البحر المتوسط وصحراء العراق (ارض يهودية) يعيش عليها سكان عرب ( سكان لا مواطنون) ولا بأس من ادارتها بسلطات عربية على قاعدة (السلطة الشرطية - الجابية) تاركة قرارات السيادة والحرب والسلم بيد الامريكيين والصهاينة وتحت عنوان او ذريعة الادارة الدولية لمكافحة الارهاب..
وعليه, فان المطلوب هو مراجعة كل السياسات الاردنية الرسمية السابقة والتعامل مع (اسرائيل) كعدو وخطر داهم وحشد كل القوى ضده وصياغة كل السياسات والتحالفات الاقليمية والدولية انطلاقا من ذلك, وهو ما يعني ان الحليف الحقيقي الموضوعي للاردن في مواجهة الخطر الصهيوني المذكور هو معسكر الممانعة والمقاومة العربي والاقليمي وليس المعسكر المتورط مع هذا العدو في اتفاقيات واجندة وحسابات معروفة..
ولا يجدي الاردن نفعا ادارة الظهر لهذا الخطر او التقليل من شأنه او التماهي معه في اجراءات تؤدي الى تفكيك الدولة والمجتمع معا.. كما ان تأويل هذا الخطر في اتجاهات اخرى يعزز هذا الخطر بدلا من مواجهته, وسبق ان قلنا ان العدو الصهيوني لا يهدف الى استبدال الدولة الاردنية بدولة فلسطينية بل الى شطب فكرة الدولة عند الطرفين واستبدالها بفكرة سلطة ادارية امنية بدون سيادة في اطار مشروع البنيلوكس الثلاثي (مركز صهيوني ومحيط تابع من سلطتين اردنية وفلسطينية) يسمح بتمرير الترانسفير الناعم وتصفية قضية اللاجئين في الاردن على شكل توطين سكاني لا توطين سياسي...0
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
(العرب اليوم)