عمون - صلاة الجالسة هي صلاة مصممة وفقًا للشريعة الإسلامية لتلبية احتياجات الأشخاص الذين لا يستطيعون الوقوف والصلاة بشكل عام. فمن يعجز عن الوقوف في الصلاة بسبب المرض أو ظروف صحية مثل الشيخوخة الكبيرة، أو الشلل، أو الكسور في الأطراف، أو آلام العظام والمفاصل، يمكنه أن يصلي وهو جالسًا أو مستلقيًا.
للمرأة التي تصلي جالسة، تجلس مستقبلة القبلة سواء على الأرض أو على كرسي حسب قدرتها. إذا كانت تصلي جالسة في المسجد، فيجب أن تكون في صفوف المصليات.
تبدأ المصلية صلاتها وهي جالسة بتكبيرة الإحرام وتضع يديها على صدرها وتقرأ الفاتحة وأجزاء أخرى من القرآن حسب ما تستطيع. ثم تكبر للركوع وتقدم جسدها من الأعلى إلى أسفل بمحاذاة ما وراء الركبة وتقول "سبحان ربي العظيم" ثلاث مرات. ثم ترفع رأسها وظهرها وتقول "سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد". ثم تكبر للسجود، وإذا استطاعت السجود على الأرض دون أذى أو مشقة، فإنها تسجد على الأرض كما يفعل المصلي الواقف. وإذا لم تستطع السجود، تظل جالسة وتقدم رأسها إلى الأمام وتخفضه أكثر من وضعية الركوع وتقول "سبحان ربي الأعلى" ثلاث مرات. ثم ترفع رأسها وتجلس بين السجدتين، ثم تسجد مرة أخرى بإيماءة الرأس مثل السجدة الأولى. ثم تكبر وتستقيم جالسة وتبدأ في الركعة التالية وتكمل الصلاة بنفس الطريقة. تجلس للتشهد الأوسط إذا كانت الصلاة رباعية أو ثلاثية، وبعد الانتهاء من السجود الثاني في الركعة الأخيرة تجلس أيضًا للتشهد والصلاة الإبراهيمية ثم تسلم.
أصلاً في صلاة الفرض هو القيام، ولكن يجوز الجلوس فيها عند وجود عذر. فإذا كان الشخص قادرًا على القيام لبعض الوقت، فيمكنه أن يصلي قائمًا للفترة التي يستطيع فيها، ويكمل الباقي جالسًا. قد يختلف الرأي في هذا الشأن، حيث يرون بعض الفقهاء أن الأصل في صلاة الفرض القيام، وأن الجلوس يكون للأشخاص الذين يعجزون عن الركوع والسجود فقط.
أما في صلاة النافلة، فيجوز الجلوس أثناء الصلاة حتى لو كان الشخص قادرًا على القيام. ولكن القائم في صلاة النافلة يحصل على أجر أكبر من الجالس، وقد قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "من صلى قاعدًا فله نصف أجر القائم". وإذا كان الشخص الجالس لا يستطيع القيام في صلاة النافلة، فإنه يحصل على الأجر الكامل دون نقصانه.
في النهاية، يمكن للأشخاص الذين لا يستطيعون الوقوف أو الصلاة بشكل عام أن يؤدوا الصلاة وهم جالسون، وذلك لتلبية ظروفهم ورفع المشقة عنهم والاحتفاظ بروحانية الصلاة.