facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss
  • اخر التحديثات
  • الأكثر مشاهدة




نقاش سياسي في المضارب !


اللواء محمد البدارين
14-04-2023 05:27 PM

لم تعد هناك مضارب ، وبيت الشعر الذي تم جره بالأمس كان ميتا سلفا ، وتلك الربوع والتلاع ، اجتاحتها قوى السوق الكاسحة ، والخرابيش ، حتى الخرابيش قد أودت بها الفلل ، كما أبلغنا خالد محادين منذ ثلاثين عاما ، واذا ما سألت عن الشيوخ ، فقد تكاثروا وتكاثرت فيهم الشروخ ، اما الأبل فلم تجد أهلها حين هجت ، فتحولت للاستعمال السياحي ، وفي الحقيقة ، لم يبقى شيء من ذلك العالم المدهش ، الا مسلسل سخيف على الشاشة ، ومقاعد كوتا في البرلمان مشكوك في دستوريتها كغيرها من الكوتات المتكاثرة كالفطريات الضارة في كل قطاعاتنا مع غياب ضار أيضا لكل المعايير الصحيحة.

ذلك ، باختصار ، هو الواقع الفعلي الذي تتحرك عناصره ، وفق قوانين الكلمات والاشياء ، لا وفق قوانين الرغبة والهندرة ، ومهما يبدو الواقع في زمننا مفتوحا ، فان من الصعب التعرف عليه كما هو لا كما يبدو ، وتلك احدى صعوبات البحث العلمي في حقل تطوير المنظمات ، حتى صار لزاما على الباحثين اللجوء لما يسمى البحث العملي وتطبيقات علم السلوك ، ففي زمن تصدع الحقيقة ، لا شيء اصعب من فهم اتجاهات شخص بشري مقتلع من جذوره ، وتتقاذفه أمواج الحداثة والعولمة وما بعدهما ، فتحول او يكاد ان يتحول الى زومبي ، والزومبي كلمة اسبانية شائعة الاستعمال في المستعمرات الاسبانية السابقة في أمريكا اللاتينية ، وحسب ترجمة غير دقيقة فانها تعني جسما متحركا مستلب الروح.

وهذه ، أزمة عربية أخرى تتعلق بالترجمة ، فالترجمة المتقنة باهظة التكاليف ، ولا ينفق عليها أي محسن ، في حين ان كل الإصدارات العلمية المفيدة ، تتدفق يوميا عبر دور النشر المرموقة بلغات الأمم المتقدمة ، ولا يمكن ان يفهم الانسان أي شيء بدقة اذا لم يكن متاحا بلغته الأم ، ولغتنا الأم للأسف تخشبت من كثرة التكرار والاجترار ونضوب خيالات المبدعين والكتاب.

وعند هذه النقطة ، من تاريخنا الوطني الأردني خاصة ، نعتقد انه لم يعد مجديا ولا مفيدا البحث او النقاش في كل ما جرى منذ أربعين او خمسين عاما وحتى الان ، فالمصلحة الوطنية الأهم تستدعي الان بشكل وجوبي ان نتسامى فوق كل المجريات ، وبدون أي ألم علينا ان نؤيد تغيير قانون التخطيط الذي وعدنا منذ زمن بعيد ، بتحقيق الاكتفاء الذاتي ، وتحرير الجزء المغتصب من فلسطين ، ففلسطين باتت كلها محتلة.

والمنظمة الفلسطينية التي تأسست أصلا لتحرير ذلك الجزء ، قصتها مريرة اكثر، واحيانا مضحكة ، وتشبه تقريبا قصة صقر أم قيس ، وسيدة فلسطين المحتلة الأولى ، تتابع الأمور من باريس ، وابنتها الحسناء عازمة على السير على خطى الوالد رحمه الله ، ولن نصدق ما يشاع عن مصير ثروات المنظمة ، ويسرنا طبعا التنسيق القائم بين الاخوة في جهازي مكافحة الفساد في رام الله وعمّان ، فهل هناك شيء يفحمنا ، الا مقارنة احوالنا بأحوال اخوتنا في عواصم النهوض والتقدم والثورة والجملوكيات.

واذا كنا ونحن نصف الواقع كما هو ، نتحاشى قدر الإمكان ان نقسو ، فاننا في نفس الوقت نحاول ان نلتزم بأكبر قدر ممكن من الموضوعية ، لكننا في هذه اللحظة الراهنة للأمور مضطرون على تقديم الأهم قبل المهم ، فالأهم الان هو المحافظة على امن الأردن واستقراره ووحدة أبنائه ، وتعزيز الصمود الفلسطيني ، والدفاع عن القدس.

ومهما كانت اختلافاتنا ، فاننا نضم صوتنا لصوت السيد فيصل الفايز ، فقد أصاب الرجل برأينا مرتين ، مرة حين حذر مما يمكن ان يحدث في اليوم التالي فيما لو تضعضع الوضع في الأردن ( لا سمح الله ) فاليوم التالي في الأردن طويل جدا ومظلم جدا وقد لا ينتهي ، لذلك علينا ان ننحاز لمصلحتنا الأعلى ، ونحتمي بمليكنا ونحميه ، وهذه قناعة مستقرة في الداخل الأردني العميق مهما اختلفت الآراء.

وأصاب الفايز في المرة الثانية حين رفض طروحات دعاة الجهاد والتسليح والحرب والضرب ، وكان سؤاله يحمل في داخله جوابه ، وهو يتساءل عن مجتمع الحرب واقتصاد الحرب ، وهذه نقطة لا يختلف في حساباتها اثنان.

وضمن كل هذه السياقات ، ومهما كانت شدة المتغيرات والتقلبات ، فاننا نؤمن بقدرة بلدنا على مواجهة كل المحن وتجاوزها ، ونثق بان الأردن في العمق ، لا يخاف ، وبوسعنا ان نشعر بالطمأنينة فعلا ، بل سنصل الى حد الموافقة على ان المستقبل سيكون اجمل ، شريطة العمل الجدي وفق جدول الأهداف المحددة ، وتقديم ما يثبت القيام بالاعمال المطلوبة أولا بأول ، مع ان الأفعال لا تحتاج الى أي بيان..





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :