محرمات الاصلاح السياسي اختراق لحرمات الوطن
د.محمد البدور
13-04-2023 02:11 PM
احتكار قيادة الاحزاب بيد فئة ذات جاه مالي او معنوي هذا تعدي على الاصلاح السياسي وكذلك تغول شخصيات شرب الوطن من كأسها حتى ارتوى بمر شرابها او حلو مذاقها ولم يروِ عطشنا او يطفي ظمئنا، فهذا ايضا مضيعة اخرى لوقتنا ونحن نبحث عن التجديد والتحديث السياسي وغير ذلك اعتبار الاحزاب عباءة للجاه والوجاه عند بعض المتحزبين فهذا ضياع لفرصتنا واحباط لطموحاتنا.
الحقيقة اذا اردنا الاستثمار بالفرصة المتاحة في توجهنا نحو الاصلاح السياسي على البعض ان يتنازل عن الفردية الجهوية ويضحي بشهواته الشيخوية الحزبية ليترك الفرصة للمتحمسين للتغيير والمتعطشين للتجديد حتى لا تتكرر النمطية التقليدية في وجهنا الوطني ومسارنا الديمقراطي الجديد الذي يرى في الاحزاب فرصتنا للاصلاح والتجديد ٠
على ما يبدو من قراءة لواقع الاحزاب الان والتي تتأسس او نسمع عن اشهارها انها لاتبعث فينا الأمل الكبير الذي يتناسب حجم طموحاتنا وتطلعاتنا ونحن نرى فيها قيادات تكررت وجوهها هنا وهناك في ميادين الوطن وقد تكون استنفذت طاقاتها وترسخت في نهجها النمطية التقليدية في العمل الوطني ونحن نرى بأم اعيننا دعوات توجه الينا من هذا الحزب او ذاك للانضمام للعمل الحزبي دون ان يكون لدى البعض منا مرجعية ثقاقية سياسية او حتى معرفة ببرامج تلك الاحزاب سوى اننا نفزع كزيادة عدد لدعم مؤسسيها، كما انها لو كانت الانتخابات النيابية التي يتهافت فيها المرشحين بالرجاء والتوسل للجيران والاقرباء والانسباء والاصدقاء والعشيرة لكسب المؤيدين ٠
الاحزاب مدرسة سياسية للعمل الوطني الواعي المستند على الرؤى والفكر والبرامج السياسية والاقتصادية والتنموية واستشراف المستقبل وقراءة معطيات الحاضر ودراسة القرار ولذلك لابد ان تتغذى الاحزاب باصحاب الاختصاص والعلم والمفكرين واصحاب التجارب والخبرات والرؤى المتيقنة اليقظة والتي تتزاوج فيها القيادة ما بين الحكماء والنشطاء المتحمسين للتجديد وحذاري ان تكون الاحزاب مجالس فئوية محصورة بأيدي قلة ومن خلفها جمهور من المطبلين والمزمرين ٠
على قادة الاحزاب ان يتذكروا ان مكوننا الاجتماعي الاكبر هو من الشباب وان عجلة التغيير بايديهم اكثر دورانا وسرعة في تحقيق الاهداف وهم نواة التجديد وضخ الدم في شرايين الاحزاب ٠
نريد برامجا للاحزاب وافكار وخطط عمل وطنية ذات رؤى للتغيير والاصلاح تقنع شبابنا ومجتمعنا للانضمام للعمل الحزبي، نريد من الاحزاب ان تكون مدارس للثقافة السياسية يتخرج منها سياسيون من ابناء مجتمعاتنا وشبابنا يؤمنون بغلبة المصلحة الوطنية على المصالح الخاصة بعيدا عن الفئوية والجهوية والقبلية قادرين على صناعة القرار والأخذ بزمام المبادرة للتنافسية الوطنية للنهوض بوطننا ٠
نتمنى ان يحالف الحظ وطننا بولادة احزاب قوية بقياداتها ومنتسبيها تمتلك من الادوات الفكرية والبرامجية والرؤئ التي تصنع التغيير
نريد احزاب وطنية تقود بهذا الوطن يوما ما الى مراتب الديمقراطية المعاصرة التي تصنع برلمانات والحكومات وترتقي بهذا الوطن ليتخطى ما علق به من عثرات السنين من الشللية والفئوية والفردية وما خلفته من آثار احبطتنا وكبلت خطواتنا وافقدتنا الامل ان القادم افضل لنا من حاضرنا ومما مضى، نريد احزاب وطنية يغفر لها الوطن وعفى الله عما مضى.