عمون - تم فرض الصلوات الخمس في ليلة الإسراء والمعراج قبل هجرة النبي -صلى الله عليه وسلم -من مكة إلى المدينة، بعد حوالي سنة من الأحداث المذكورة. وقد تم تحديد أوقات الصلوات الخمس كما هي معروفة الآن، وهي الظهر والعصر والمغرب والعشاء والفجر. أول صلاة أداها النبي صلى الله عليه وسلم كانت صلاة الظهر.

وقد أفاد العديد من العلماء أن الصلاة الخمس فرضت في اليوم السابع والعشرين من شهر رجب. وقد أوردت التفاصيل حول تقليل عدد ركعات الصلوات في الحديث الصحيح الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه (فُرضت على النبي صلّى الله عليه وسلم الصلوات ليلة أسري به خمسين، ثم نقصت حتى جعلت خمساً، ثم نودي: يا محمد، إنه لا يبدل القول لدي، وإن لك بهذه الخمسة خمسين).
وثبت ذلك في الأحاديث التي تروي قصة الإسراء والمعراج وحوار النبي -صلى الله عليه وسلم- مع سيدنا موسى عليه السلام في تلك الأحداث.

أما عدد ركعات الصلوات الخمس المفروضة، فقد اتفق جميع أهل العلم على أنها على النحو التالي:

صلاة الظهر: أربع ركعات، ولا يجهر بالقراءة فيها. يجلس المصلي فيها جلستين للتشهد في كل ركعتين.
صلاة العصر: أربع ركعات، مثل صلاة الظهر لا يجهر بالقراءة فيها. يجلس المصلي فيها جلستين للتشهد في كل ركعتين.
صلاة المغرب: ثلاث ركعات. يجهر المصلي الرجل بالصوت في الركعتين الأوليين منها بالقراءة، ويسر في الثالثة. يجلس نهاية الركعة الثانية جلسة للتشهد، وبعد الركعة الثالثة جلسة أخرى للتشهد الأخير.
صلاة العشاء: أربع ركعات. يجهر المصلي في الركعتين الأوليين منها بالقراءة، ويخافت في الركعتين الأخيرتين. يجلس بعد نهاية كل ركعتين جلوسًا للتشهد.
صلاة الفجر: ركعتين. يجهر المصلي فيهما بالقراءة، ويجلس جلسة تشهد واحدة بعد الركعة الثانية.
صلاة الجمعة لها حكم خاص بها، وهي ركعتان مع الخطبتين، وتقام في وقت صلاة الظهر، وليست بدلاً عن صلاة الظهر. وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه خاطب قوماً يتخلفون عن صلاة الجمعة قائلاً: "لقد هممت أن آمر رجلاً يصلي بالناس، ثم يحرق على رجال يتخلفون عن الجمعة بيوتهم".

عدد ركعات الصلوات المفروضة يختلف إذا كان الشخص مقيمًا أو مسافرًا. تخفف الركعات على المسافر تيسيرًا له ورفعًا للمشقة عنه، في حين تبقى الصلوات المفروضة على المقيم سبع عشرة ركعة. وينبغي أداء الصلاة على النحو الذي كان يصلي به النبي صلى الله عليه وسلم، فقد قال: "صلوا كما رأيتموني أصلي".

تُعد الصلاة فرضًا عينًا على كل مسلم ومسلمة، ولذلك عظم الله شأنها وأعطاها أهمية كبيرة. تُعتبر الصلاة عماد الدين وأول ما يُحاسَب به العبد يوم القيامة من أعماله. وتُعد الصلاة آخر عمل يفقد من الدين، وهي آخر وصية أوصى بها النبي صلى الله عليه وسلم أمته، وتُمدح وتُثنى عليها في القرآن الكريم. وتعد الصلاة عبادة لازمة على المكلف ولا تسقط عنه.

يجب علينا أداء الصلاة بانتظام وتأديتها على الوجه الذي شرعه الله وعلمنا إياه رسوله صلى الله عليه وسلم.