عمون - جد اتفاق بين الفقهاء على وجود عدة مبطلات للصلاة، وسأوضحها كما يلي:

الكلام الخارجي: يعتبر الكلام غير المتعلق بالصلاة مبطلاً للصلاة، ويستند الفقهاء إلى ما ورد في صحيح مسلم عن زيد بن أرقم ومعاوية بن الحكم السلمي. ومع ذلك، هناك اختلاف في آراء الفقهاء إذا كان الكلام ينبع من الجهل، النسيان، النوم، الخطأ، أو الإكراه. فالحنفية والحنابلة يرون أن الصلاة تُبطل حتى في حالة وجود أي من هذه الأسباب، في حين أن الشافعية يرون عدم بطلان الصلاة في تلك الحالات.

القهقهة: يروي جمهور الفقهاء الأحناف والمالكية والحنابلة أن الضحك بصوت مرتفع يُبطل الصلاة، في حين أن الابتسامة ليست مشكلة.

الحركة الكثيرة: يتفق الفقهاء على أن الحركة الكثيرة تُبطل الصلاة، مثل المشي في الصلاة بخطوات كثيرة. أما إذا كانت الحركة قليلة مثل تحريك الأصبع أو الحكة، فإنها لا تُبطل الصلاة. وقد قال الإمام النووي: "إن الفعل الذي ليس من جنس الصلاة إن كان كثيرًا فإنه يُبطل الصلاة، وإن كان قليلاً فلا يُبطل الصلاة".

ترك ركن أو شرط: يُبطل الصلاة إذا تم ترك ركن أو شرط من أركان الصلاة أو شروطها، مثل ترك الوضوء أو الصلاة في اتجاه خاطئ بشكل متعمد أو ناسي. وفي هذه الحالة، يجب إعادة الصلاة. واستدل الفقهاء على ذلك بحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أمر رجلاً بإعادة صلاته.

الأكل والشرب: يتفق الفقهاء وأهل العلم على أن الصلاة تُبطل إذا أكل المصلي أو شرب خلال الصلاة، ويجب إعادتها.

الحدث: يتفق الفقهاء على عدم قبول صلاة من يعلم بوجود مبطل للوضوء ويتأكد منه. ويستندون إلى حديث في صحيح البخاري عن عبد الله بن زيد، حيث أبلغ عن رجل يشعر بوجود شيء في الصلاة وسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره بعدم الانصراف حتى يسمع صوتًا أو يشعر برائحة.

هذه هي بعض مبطلات الصلاة التي تم الاتفاق عليها بين الفقهاء. ومن المهم الالتزام بشروط وأحكام الصلاة لضمان صحتها.
مكروهات الصلاة هي الأعمال والتصرفات التي لم يُنه عنها الشرع بشكل قطعي، وهي أفعال تقع بين المباح والحرام. تركها أفضل من القيام بها، ومن يتركها سيحصل على أجر، في حين لا يُثم على من يفعلها.

فيما يلي توضيح لبعض مكروهات الصلاة:

الالتفات عن موضع القبلة: يكره تحويل النظر عن اتجاه القبلة أثناء الصلاة. وقد أخرج الإمام البخاري عن عائشة رضي الله عنها أنها سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن التفات النظر في الصلاة، فقال: "إنه اختلاس يختلسه الشيطان من صلاة العبد".

اختلاس النظر والإشارة باليد أو العين: يكره تحريك العين أو الحاجب أو اليد بدون حاجة ملحة خلال الصلاة. كما يُكره التلاعب بالملابس أو الجسم بدون سبب خاص، وكذلك التمايل أو حركة الرأس.

رفع البصر إلى السماء: يكره رفع البصر إلى السماء خلال الصلاة. ويستند إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء حتى اشتد قوله في ذلك، لينتهوا عن ذلك أو ليخطفن الله أبصارهم". ويكره أيضًا إغماض العيون في الصلاة بدون سبب.

كف الشعر والثوب عند السجود: يكره وضع أجزاء من الملابس مثل الأكمام أو الثوب أو الشعر على الأرض عند السجود. يستند إلى حديث أمر النبي صلى الله عليه وسلم أنه لا يكف الشعر أو الثوب عند السجود.

السدل في الصلاة: يكره وضع الثوب على الرأس دون ارتداء الأكمام، وذلك استنادًا إلى حديث أبو هريرة رضي الله عنه: "أن رسول الله نهى عن السدل في الصلاة".

هذه بعض مكروهات الصلاة التي يتفق عليها العلماء. ومن المهم تجنب هذه التصرفات للحفاظ على صحة وخشوع الصلاة.