عصف ذهني لقيادات سياسية في سهرة رمضانية
السفير الدكتور موفق العجلوني
12-04-2023 08:01 AM
في سهرة رمضانية حضنت مجلس الامة بقيادة غرفتيه الاعيان والنواب وقيادات سياسة واقتصادية وصناعية وتجارية ومهنية وإعلامية وجمع غفير من القيادات الأردنية التي نكن لها كل تقدير واحترام.
في حوار مسؤول للحضور أظهر توافقاً كاملاً على الجوهري من الأمور، وضرورة العمل على الأمور الشكلية على اقل تقدير والتي من شأنها أن تحسن الصورة الكاملة وتبث الأمل والايجابية لدى الأردنيين جميعاً، هذه السهرة كانت في كنف الإعلامي البارز الزميل الأخ والصديق احمد سلامة، هذه السهرة الرمضانية غير المسبوقة بمضمونها تناولت في أجواء هذا الشهر الكريم ونحن على أبواب العشرة الأخيرة من رمضان قضايا الوطن في حوار حضاري جمع قيادات اردنية اصيلة من خيرة الخيرة .
استهلها شيخ الشيوخ فيصل الفايز بعصف ذهني معبراً عن رؤيته حول جملة من القضايا التي تهم الرأي العام، وبتقديم توصيف شمولي حول الأوضاع الراهنة والتحديات الماثلة أمام المملكة في مقتبل المئوية الثانية من تاريخها، مع التأكيد على الدور في مواجهة تحديات تركت أثراً عميقاً في الدول وألحق بها ضرراً بالغاً ستتكبد تكلفته أجيال قادمة.
يبدوا ان دولة الفايز استغل فرصة بركات شهر رمضان في هذه الأجواء الروحانية، وبحضور نخبة من الإعلاميين، ليعرب عن العتب الكبير الممزوج بالمحبة علـى الاعلام الأردني. حيث كان الامل معقوداً عليه في ضوء التحديات التي يواجهها الأردن ان يكون له دور بتوضيح التحديات التي يواجهها الأردن، والامل معقوداً علـى رجالات الاعلام الاردني بتأسيس حالة من التحالف الاجتماعي في مرحلة يحتاجها الأردن بعد أن تمكن من تجاوز الآثار المدمرة لتطورات المنطقة في العقدين الأخيرين.
أما شيخ النواب الصفدي فقد أبدى قلقه بشكل عام من طغيان ممارسات الترصد والكراهية والانسياق وراء الشعبوية مبدياً قدراً كبيراً من النقد الذاتي بدأه من مجلس النواب والعمل الجاري حالياً على تدارس وتجويد النظام الداخلي بما يجعل العمل ينصب على أداء الأدوار الدستورية للمجلس بالصورة المأمولة في مرحلة تحول كبيرة.
وأتت مداخلة معالي وزير الزراعة خالد حنيفات لتقصي إشكاليات عميقة تتعلق بثقافة العيب ، الثقافة السائدة والمرتبطة بالعمل في الأردن، مبدياً أنه وعلى الرغم من قناعته المتوطدة من توافر الكفاءات والمهارات اللازمة في الأردن، إلا أن أسباباً ثقافية كثيرة تحول دون إطلاق الطاقات الكامنة لدى الأردنيين، علاوة على التحديات المتعلقة بقطاع الزراعة في الأردن، وأسباب تراجع دوره في رفد الاقتصاد الوطني لأسباب تتعلق بالظروف السائدة في العراق وسوريا، ودعم دول الخليج لمشاريع زراعية كبيرة في وقت متزامن.
اما وزير العمل والصناعة والتجارة معالى يوسف الشمالي ، فقد أشار في مداخلته الى جملة من المؤشرات الاقتصادية من أهمها التضخم المتواضع الذي لا يمكن مقارنته بما يحدث في مصر أو تركيا، والإقبال على الاستثمار في السندات الصادرة عن الحكومة الأردنية مقارنة مع اكتتابات في اقتصادات أخرى داخل المنطقة وخارجها، بالإضافة إلى المؤشرات الإيجابية في قطاعات السياحة والصادرات مؤخراً.
في خضم هذا العصف الذهني كان الزملاء هاني البدري وسامح المحاريق، " جالسون على احر من الجمر " ينتظرون فرصتهم للدفاع عن الاعلام ، في التصدي للحديث عن محطات كثيرة بنظرهم أعاقت وجود إعلام أردني فاعل في ظل وجود زحام غير منتج ، علاوة على سلبية الدولة تجاه دعم الصحافة على أساس أنها أصبحت مرحلة لاحقة، حيث هنالك العديد من أمثلة لنماذج إعلامية ساندت مشروعات الدول المختلفة، علاوة على وجود مشكلات تتعلق بتدفق المعلومات بما يسبب حالة من الفراغ الذي تدخل الشائعات والتحليلات الشخصية المغرضة أو المبسترة لمحاولة إشغاله.
وهنا في ضوء هذا العصف الذهني الإيجابي " وبعد تناول القطايف " تدخل المضيف أحمد سلامة مشيراً الى ان الأزمة الإعلامية هي جزء من أزمة تواصل أفقية ورأسية بحيث تخلق حالة غير صحية يجب أن يتم العمل على تجسيرها من خلال المكاشفة والمصارحة حول أسبابها، من حيث أن جميع المنجزات التي تحققت في السنوات الأخيرة في ظروف خطيرة وجسيمة لم تحظ بالتغطية المناسبة، وأنها لم تتمكن من التعامل مع أسئلة كثيرة توجد لها إجابات مكتملة وواضحة وشاملة.
وختاماً الشكر موصول للأستاذ احمد سلامة على مبادرته الطيبة وفي ميزان حسناته، وحقيقة نتمنى ان تكون جلسات الأردنيين وخاصة على موائد الافطار، ان يكون الحديث الذي يتم تناوله حول الشأن العام الاردني بحيث يكون الحوار حضاري بهدف خدمة الشأن العام الأردني سواء كان الامر سياسياً او اقتصادياً او اجتماعياً او اعلامياً، وان تطغى على هذه الجلسات الرمضانية الروح الإيجابية و الحوار البناء الذي يصب في الصالح العام.
ندعوه تعالى في هذه الليالي الفضيلة والدعاء المستجاب، ان يديم المولى عز وجل الامن والأمان والتقدم والازدهار على بلدنا الحبيب الأردن الغالي بقيادة مولانا جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين حفظه الله. و ان نرقى في اجتماعاتنا و جلساتنا و حوارنا ما يرضي الله و رسوله وان نكون على قدر المسؤولية في مواجهة التحديات التي يعيشها الأردن، لان القادم أفضل بإذنه تعالى، وبعزيمة الاردنيين والاردنيات خلف قيادتهم الحكيمة قادرين ان نحقق المعجزات لبلدنا الحبيب و للشعب الأردني المعطاء .
السفير الدكتور موفق العجلوني
المدير العام مركز فرح الدولي للدراسات والأبحاث الاستراتيجية
muwaffaq@ajlouni.me