عمون - تحظى العبادة بأهمية كبيرة في الإسلام، حيث شرعها الله -عز وجل- لأمور يعلمها هو وحده. وعلى الرغم من أن الفوائد والآثار الإيجابية للعبادة تتجلى في حياة الأفراد ودنياهم، إلا أن الأجر عند الله تعالى يظل الأهم.
تحث القرآن الكريم والسنة النبوية على العبادة وتشجع عليها بالترغيب وترهب من تركها. فمن الآيات التي تحث على العبادة يأمر الله فيها بقوله: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56). وأيضًا يقول: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (البقرة: 21). وهناك العديد من الآيات الأخرى التي تحث على العبادة وتذكر أهميتها.
وفي السنة النبوية أيضًا هناك العديد من الأحاديث التي تشير إلى أهمية العبادة وشأنها العظيم عند الله -عز وجل-. فعلى سبيل المثال، قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في حديث قدسي: "إذا تَقَرَّبَ عَبْدِي مِنِّي شِبْرًا، تَقَرَّبْتُ منه ذِراعًا، وإذا تَقَرَّبَ مِنِّي ذِراعًا، تَقَرَّبْتُ منه باعًا، وإذا أتانِي يَمْشِي، أتَيْتُهُ هَرْوَلَةً" (البخاري).
تنعكس العبادة على حياة العبد بالبركة في كل شيء. فالصلاة، عماد الدين وأول ركن بعد الشهادتين، وهي من أعظم جالبات البركة للعبد. وكذلك الصدقة، التي لها فضل عظيم وأجر كبير، تعمل على جلب البركة للمال. هناك أيضًا العبادات الأخرى التي تعزز التراحم والتلاحم في المجتمع، مثل صدقة الفقير ومساعدة الضعيف وصلة الرحم.
كان الصحابة والسلف الصالح يلتزمون بالعبادة ويسعون جاهدين للتقرب إلى الله. فمنهم من كان يصلي بطول وقت مثل تميم الداري الذي كان يقرأ القرآن كاملا في ركعة واحدة، وكذلك أبو عثمان النهدي الذي كان يصلي بين المغرب والعشاء مئة ركعة، وسُليم بن عتْر الذي كان يختم القرآن كل ليلة ثلاث مرات.
بالإجمال، تُعد العبادة أمرًا هامًا في الإسلام، حيث تؤدي إلى بركة في حياة العبد وتعزز التراحم في المجتمع. وعلى الرغم من أن العبد قد لا يدرك تمامًا حكمتها وأثرها، إلا أن لها أثرًا عظيمًا على الفرد والمجتمع بشكل عام.