عمون - الصيام في يوم الخميس بمفرده يُعد من الأعمال المستحبة، حيث يُوصى بصيامه للحصول على أجرٍ كبير ومثوبةٍ عظيمة من الله تعالى، دون أن يرتبط بصيام أيامٍ أخرى في مجموعة من الأحكام. وفيما يلي سنوضح فضل صيام يوم الخميس لوحده والأسباب التي تدعو لذلك:

الندب: يُستحب صيام يوم الخميس بنية التطوع والقربة لله تعالى. فالمسلم مشروع عليه صيام الأيام النافلة لكسب الثواب، ورفع درجاته، وتعويض النقص في أداء الفرائض. وصوم يوم الخميس يُعتبر مميزًا، حيث يُعرض فيه الأعمال على الله تعالى.

السنة النبوية: صيام يوم الخميس هو سنة مؤكدة عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ويشير إلى ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، حيث سئل النبي عن سبب صيامه في الخميس، فأجاب: "تُعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحبُّ أن يُعرَّض عملي وأنا صائمٌ".

شروط الصيام: يُجوز صيام يوم الخميس مع مراعاة شروط صحة الصيام، وهي: الإسلام، والعقل، والتمييز، والنية، والطهارة.

الثواب العظيم: يستحب صيام يوم الخميس كباقي الأيام النافلة، ويُجعل ثوابه سببًا لدخول الجنة من باب الريان، وذلك استنادًا إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "إن في الجنة بابًا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم. فيقال: أين الصائمون؟ فيقومون، لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أُغلِق، فلم يدخل منه أحد".

رحمة الله وبعد النار: يستحب صيام يوم الخميس لتحقيق رحمة الله تعالى بعباده وابتعادهم عن نار جهنم لمدة سبعين سنة. ويستند ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا".

القضاء: يجوز صيام يوم الخميس بنية قضاء فرضٍ دون أن يكون مرتبطًا بصيام يوم الاثنين. في هذه الحالة، يجوز للمسلم أن يصوم يوم الخميس ليقضي ما أفطره في شهر رمضان، وذلك استنادًا إلى آية في القرآن الكريم تنص على ذلك.

بشكل عام، يُعتبر صيام يوم الخميس مستحبًا، ولكنه ليس واجبًا إلا في حالة الوفاء بنذر صيامه. ففي هذه الحالة يصبح الصيام واجبًا وعلى الشخص أن يفي بنذره ويصوم في ذلك اليوم، وتُطبق عليه أحكام الصيام الواجبة في الشرع.