عمون - يروي الحديث عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه أشاد بفضل الصيام وقال: "من صام يومًا في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا." هناك اختلاف في تفسير الصيام المقصود في هذا الحديث بين العلماء.
الرأي الأول يقول أن الصيام المقصود هو الصيام خلال الجهاد في سبيل الله. ويرى بعض العلماء أن الحديث يشير إلى الصائم الذي يقاتل في سبيل الله، مع الشرط أن يكون قادرًا على أداء المهام المكلف بها وأنه لا يتضرر هو بالصيام أو يُفوِّت حقوقًا لآخرين.
الرأي الثاني يقول أن الصيام المقصود في الحديث هو الصيام ابتغاء مرضاة الله وثوابه. يشمل الحديث كل من يصوم، سواء كان مقيمًا أو مسافرًا، شريطة أن يكون نية الصيام هي اكتساب رضا الله وحده. يُستثنى من ذلك من يصوم لغرض الشهرة والرياء وإعجاب الناس.
جزاء صيام يوم في سبيل الله هو أن الله يباعد وجه الصائم عن النار سبعين خريفًا. يفسر العلماء المباعدة بأن الله ينجيه من النار ويعافيه منها. ولا يقصد بالخريف فصل الخريف فقط، بل جميع فصول السنة، وهذا يعني مسافة سبعين عامًا بين الصائم والنار. الخريف هنا يشير إلى المباعدة العظيمة بين الصائم والنار.
صيام التطوع يكفر الذنوب والخطايا، ويشفع للصائم يوم القيامة، ويدخله الجنة ويعظم مكانته عند الله. يعد الصيام أيضًا من الأعمال التي تطهر القلب وتزيل الغل، وقد جعل الله للصائم فرحتين، فرحة عند الإفطار وفرحة يوم القيامة عندما يرى جزاء صيامه.