عمون - توجد طرق متعددة لكفالة الأيتام، وتتطلب الكفالة الرعاية والإنفاق. فمن يقوم بكليهما يحصل على أجر أعظم، ومن يقتصر على واحد منهما يحصل أيضًا على أجر الكفالة. يمكن أن تكون كفالة الأيتام على صورتين:
ضم اليتيم إلى عائلة الكافل وتربيته كأولاده: يتم ضم اليتيم إلى عائلة الكافل وتربيته ورعايته مثل تربية ورعاية أولاده الباقين. يتم الإنفاق عليهم حتى يصلوا إلى سن البلوغ. هذه الطريقة تعتبر أعلى درجات الكفالة، حيث يتم دمج اليتيم في أسرة الكافل ويتم معاملته وتربيته كأولاده البيولوجيين. كانت هذه الطريقة شائعة في عصر الصحابة وتظهر من خلال الأحاديث النبوية.
كفالة اليتيم دون ضمه إلى عائلة الكافل: يتم الاهتمام باليتيم ورعايته دون ضمه إلى عائلة الكافل. يتم تخصيص مبلغ من المال لليتيم وتقديمه للجهة المسؤولة عن رعايته، سواء كانت جمعية خيرية أو والدته. يجب تحديد المال لكفالة اليتيم، وإذا تم دفع المبلغ دون تحديد جهة الصرف أو إذا لم يكن المبلغ كافيًا للكفالة، فإن دافع المبلغ لا يعتبر كافلًا. يمكن أن يكون الكافل قريبًا من اليتيم مثل الجد والجدة والعم والخال، أو يمكن أن يكون من غير الأقارب. وبغض النظر عن العلاقة القرابة، يحصل الكافل على الفضيلة سواء قام بكفالة اليتيم من ماله الشخصي أو من مال اليتيم وفقًا للولاية الشرعية.
رعاية اليتيم تشمل إكرامه ورحمته وعطفه عليه، ويجب عدم تسببه في أي أذى سواء في القول أو الفعل. يتضمن رعاية اليتيم أيضًا تعليمه، حيث يعتبر التعليم ضروريًا لتنمية اليتيم. يجب أيضًا توفير الطعام والشراب لليتيم، ويتم تربيته وإصلاحه، ويشمل ذلك تنمية ثروته وتجارته وتقديم أي مساعدة تعود عليه بالمصلحة بنصيحة من الخبراء وأهل العلم والعدل.
من فضل الكفالة، يعنى بضمان الشخص والاهتمام به والنفقة عليه. ويقال "كفل الشخص" ليعني أنه ضامن له ومنفق عليه. يتم ذكر الكفالة في القرآن الكريم، مثلما ذُكر عن زكريا عليه السلام أنه كفل مريم.
يحظى كفالة الأيتام بفضيلة عظيمة ومرتبة رفيعة. يدل على ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا" وأشار إلى ذلك بإشارة بين إصبعيه السبابة والوسطى.
أكل مال اليتيم محرم، فالله عز وجل حرم أكل أموال الغير ويزداد الحرمة إذا كان المال ملكًا لليتيم. فأكل مال اليتيم يعد من الكبائر. يشدد الحظر على أكل مال اليتيم لأن اليتيم ضعيف وغير قادر على الدفاع عن نفسه. ويراد بأكل مال اليتيم أي استفادة من أي جانب منه بأي شكل، فالاستفادة تأخذ حكم الأكل ولا يوجد فرق بينهما.