عمون - يختلف حكم صيام يوم الجمعة والسبت وفقًا للمذاهب الفقهية المختلفة. وفقًا للشافعية والحنفية والحنابلة، يُكره صيام يوم الجمعة بمفرده، أما المالكية فقد قالوا بعدم الكراهة. تستند هذه الآراء إلى عدة أدلة تتعلق بحديث النبي محمد صلى الله عليه وسلم.

يجوز صيام يوم الجمعة في بعض الحالات، وهي كالتالي:

إذا وافق صيامًا اعتياديًا للصائم، مثل صيام يوم عادة يصومه الفرد ووافق يوم الجمعة.
إذا وافق صيامًا مشروعًا مثل صيام يوم عرفة، وصيام يوم عاشوراء، ولكن يُفضل ألا يُخصّ يوم الجمعة بالصيام بل يُفضل صيام يومٍ قبله أو بعده.
يجوز صيام يوم الجمعة مع صيام يومٍ قبله أو بعده، مثل صيام يوم الجمعة مع يوم السبت أو يوم الخميس.
أما صيام يوم السبت، فهناك اختلاف في حكمه وفقًا للمذاهب الفقهية، فالشافعية والحنفية والحنابلة يكرهون صيام يوم السبت بمفرده، باستثناء المالكية الذين يرون عدم الكراهة. يُستدل بهذا الحكم بحديث الصماء بنت بسر التي روت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قوله "لا تصوموا يوم السبت إلا فيما افترض عليكم".

يجوز صيام يوم السبت في بعض الحالات، وهي كالتالي:

في صيام الفرض مثل صيام رمضان أو صيام الكفارة وغيرها.
إذا سبقه صيام يوم الجمعة، وهذا يستند إلى حديث أم المؤمنين جويرية التي روت أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وهي صائمة في يوم الجمعة وسألها إن كانت صامت يومًا قبل ذلك أو تعتزم صيام يومٍ بعده فقالت لا، فأمرها بالإفطار.
إذا وافق صيامه صيام أيام مشروعة مثل صيام يوم عاشوراء أو يوم عرفة وغيرها.
إذا كان صيامه جزءًا من عادة صائم مثل صومه يومًا وإفطاره يومًا.
يُكره اختصاص يوم السبت بصيام التطوع، وذلك لتجنب التشابه باليهود الذين يُعظمون صيامه. هذا وفقًا لأقوال بعض العلماء المذكورة في المصادر الفقهية.

الصيام يُعرَّف لغةً بأنّه الإمساك عن شيءٍ ما وتركه، وفي الاصطلاح الشرعيّ، اتّفق العلماء على أنّ الصيام هو الإمساك عن المُفطرات جميعها والامتناع عنها يومًا كاملاً من طلوع شمسه إلى غروبها، بشروطٍ مخصوصةٍ. يشترط المالكية والشافعية النية، بخلاف الحنفية والحنابلة التي تعتبر النية شرطًا لازمًا فكان لا بُدّ من تحقيقها.

الصيام هو عبادةٌ عظيمةٌ لها أجرٌ عظيمٌ وثوابٌ جزيلٌ. وقد اختصّ الله به عبادَه المُمتثِلينَ أمرَه والمُجتنِبين الشهوات والمَلذّات في يومهم. قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "يَتْرُكُ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ وَشَهْوَتَهُ مِنْ أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وَأَنَا أجْزِي به وَالحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا". الصيام يحفظ المؤمن من الزلل والفِتن ويُزكّي أخلاقه.

ويتحكّم الصيام بالشهوات والمَلذّات؛ إذ يُعين المسلم على السيطرة على شهواته وعدم الانغماس فيها. قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، وَمَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ". الصيام يُحقّق التقوى في القلب باعتباره عملاً من الأعمال الصالحة التي تُقرّب العبد من الله -عزّ وجلّ-. يُعدّ الصيام سببًا لدخول الجنة، فقد أعدّ الله -عزّ وجلّ- للصائمين منزلةً في الجنة لا ينالها أحدٌ غيرهم، ويدخلونها من باب الريّان. قال النبيّ -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ في الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ له الرَّيَّانُ، يَدْخُلُ منه الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، يُقَالُ: أيْنَ الصَّائِمُونَ؟ فَيَقُومُونَ لا يَدْخُلُ منه أحَدٌ غَيْرُهُمْ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ منه أحَدٌ".

هناك بعض الحالات التي يُكره فيها الصيام ويُحرَم على المسلم صيامه، مثل:

صيام يومَي العيدَين (عيد الأضحى وعيد الفطر).
صيام المرأة تطوُّعًا دون إذن زوجها، باستثناء الحاجة أو عدم تواجد الزوج.
صيام يوم الشكّ، وهو اليوم الذي يشك فيه بدخول شهر رمضان.
يرجى ملاحظة أن هذه المعلومات مبنية على المذاهب الفقهية المختلفة وتفسيراتها، وقد يكون هناك اختلاف في الرأي بين العلماء والمذاهب الفقهية الأخرى بشأن بعض التفاصيل. لذا يُفضل استشارة عالم دين متخصص للحصول على رأي فقهي محدد وفق الظروف والمعتقدات الشخصية.