عمون - صلاة القضاء هي صلاة يؤديها المسلم لتعويض صلوات فرضت ولم يصلها في وقتها الأصلي. قام أهل الفقه بتقسيم مسألة قضاء الصلوات إلى حالتين، ويختلف الحكم بناءً على كل حالة. سأوضح ذلك كما يلي:

فوات الصلاة بعذر: يعتبر فوات الصلاة بعذر مسألة متعددة الجوانب. يُستحب للمسلم الذي فاتته صلاة فريضة بعذر أن يقم بقضائها بأسرع وقت ممكن لتطهير ذمته. من بين الأعذار المقبولة لفوات الصلاة ذكر النسيان والنوم، مع الحرص على عدم التساهل والتفريط. يُفضل أن يُؤدي الصلاة المفقودة بعذر قبل أداء الصلاة الحالية التي لا يخشى فواتها ولو كانت فرضية وليست في الجماعة.

فوات الصلاة بدون عذر: يجب على المسلم الذي فاتته صلاة فريضة بدون عذر أن يقم بقضائها على الفور وبأسرع وقت ممكن لتطهير ذمته. يجب على المسلم ألا يشغله أي شيء عن أداء الصلاة إلا في حالة انشغاله بالحاجات الأساسية مثل تأمين قوته وقوت عائلته والنوم وتناول الطعام وأداء الصلوات الواجبة. يجب أداء الصلاة المفقودة بدون عذر على الفور حتى لو استغرق قضاؤها وقتًا طويلاً، وذلك للتشديد على أهمية أداء الصلاة في وقتها. إذا كان من الصعب على المسلم أداء كل الصلوات المفقودة دفعة واحدة، فيجوز له أن يؤدي بعضها مع كل صلاة فرضية حاضرة بنية قضاء بعض الصلوات المفقودة.

لا يعتبر الانشغال بالعمل والدراسة وما شابههما عذرًا يبيح تأخير الصلاة عن وقتها. وقد أشاد الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم بأولئك الذين لا يلهيهم المشاغل عن ذكر الله وأداء الصلاة. يجب على المسلمين أن يحرصوا على أداء الصلاة في وقتها وعدم التساهل في ذلك.

حكم صلاة القضاء يشمل عدة أحكام تتعلق بقضاء الصلوات. يعتبر الصلوات التي فوتها المسلم ولم يصلها في وقتها دينًا لازمًا في ذمته، ويجب عليه قضاء تلك الصلوات. يروى عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن امرأة أرادت أن تؤدي مناسك الحج عن شخص ميت، فأجابها النبي صلى الله عليه وسلم بأنها يجب عليها أن تؤدي الحج بدلاً منه. وفي حديث آخر قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من نسي صلاة فليصل إذا ذكرها، فإنه لا كفارة لها إلا ذلك". يعتقد كثيرون من الفقهاء أنه يجوز قضاء الصلاة في أي وقت، ولكن يفضل ترتيب الصلوات المفقودة حسب التسلسل الزمني الصحيح. يُنصح المسلمين بمراعاة هذا الترتيب لتجنب التباين في آراء العلماء في هذه المسألة.

ترتيب الصلوات المفقودة يعني أن يؤدي المصلي الصلوات المفقودة وفقًا لتسلسلها وترتيبها العادي. على سبيل المثال، إذا فاتت المغرب والعشاء، يجب أن يؤدي صلاة المغرب أولاً ثم صلاة العشاء. ويُذكر أن الترتيب ليس ملزمًا في حالة النسيان أو الجهل، أو إذا كان هناك خوف من خروج وقت الصلاة الحاضرة. في هذه الحالات، يمكن للمسلم أن يؤدي الصلاة المفقودة بمفرده أو مع الجماعة بغض النظر عن الترتيب.

بالنسبة للمرضى الذين فقدوا الوعي، يعتقد الفقهاء أنه ليس عليهم قضاء الصلوات التي فاتتهم أثناء فترة الغيبوبة، ويستندون في ذلك إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ: عَنِ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ، وَعَنِ المُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ، وَعَنِ الصَّبِيِّ حَتَّى يَكْبُرَ". ومع ذلك، إذا استعاد المريض وعيه قبل خروج وقت الصلاة التي حان وقتها، يجب عليه أن يقضي الصلاة المفقودة والصلاة التي تجمع معها، مثل صلاة الظهر مع العصر وصلاة المغرب مع العشاء. يُوصى للمريض بأن يقضي تلك الصلوات إذا فات وقتها.