التقديرات الاستراتيجية العربية وحسابات العلاقة مع المقاومة
معتز خليل
09-04-2023 12:26 PM
لا شك أن للتصعيد الحالي الحاصل بالشرق الأوسط كثير من التأثيرات ليس فقط على فلسطين آو شعبها، ولكن أيضا على كثير من الحكومات بالمنطقة، خاصة في ظل تداعيات الموقف الاستراتيجي الحاصل الآن بالمنطقة وقيام أحد فصائل المقاومة بضرب إسرائيل مساء يوم السبت وهو ما ردت عليه إسرائيل بضربات متتالية بعد ذلك .
وبعد إطلاق حماس الصاروخي من لبنان ، وتواصل ضربات المقاومة من سوريا آيضا أثار مسؤولون رسميون كبار مخاوف وشكوكا بشأن عودة حماس لممارسة نشاطها من سوريا تحديدا، وادعوا أن حماس تنوي استغلال ذلك لتحويل طائرات جيش الاحتلال من غزة إلى سوريا، الأمر الذي يزيد من دقة هذه القضية والفرضيات المرتبطة بها.
ما الذي يجري؟ ..
انطلقت يوم الخميس الماضي رشقات صاروخية من لبنان إلى الكيان الصهيوني ، وهي الضربات التي تواصلت في ظهيرة هذا اليوم وسبقتها رشقات صاروخية أيضا انطلقت من غزة لما يعرف بالمستوطنات المحاذية للقطاع ، الأمر الذي أثار الكيان الصهيوني التي قامت بالرد بضرب عدد من الأهداف الاستراتيجية الدقيقة في كلا من غزة ولبنان .
غير أن ما يجري يطرح تساؤلات بشأن الموقف السوري مما يجري ، لعدة أسباب منها:
1- احتضان سوريا الكامل للمقاومة الفلسطينية ، وهو ما تمثل في حضور مختلف فصائل المقاومة للعاصمة دمشق واجتماعها مع الرئيس بشار الأسد.
2- إعلان عدد من هذه الفصائل إن العلاقات ستعود بصورة أفضل مع سوريا ، وهو تصريح أهتمت به الكثير من الدوائر الغربية خاصة وأن المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس تعاني من التشتت ، إن جاز التعبير، مع توزع قيادييها في اكثر من دولة ومنطقة.
3- وفتح الاحتضان السوري للمقاومة وعلى رأسها حركة حماس فرضية عودة قيادة المقاومة للتمركز في دمشق لرعاية المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية للمقاومة ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الفرضية.
وقد حاولت استطلاع رأي أكاديميين في هذه القضية ، خاصة مع حساسيتها والأهم دقتها السياسية ووجود بعض من الآراء البحثية التي حاولت استطلاع الآراء في هذه القضية الدقيقة.
في البداية يقول مصدر أكاديمي بريطاني لي شخصيا أن القضية بالفعل حساسة لعدة أسباب منها أن عدد من الدول العربية ونتيجة لمصالحها الاستراتيجية مع إسرائيل تنتقد عمليات المقاومة بل وتعتبرها إرهابا ، وهو ما بات يصدر من بيانات رسمية تصدرها هذه الدول ، الأمر الذي يزيد من حجم الأعباء السياسية على سوريا التي تحتضن المقاومة الفلسطينية الآن ولها موقف سياسي واضح منها يتلخص في احقية الشعب الفلسطيني في الدفاع عن أرضه مهما كانت التحديات.
ويضيف هذا المصدر إلى أن الموقف يتغير حاليا بالشرق الأوسط ، والدول العربية عام ٢٠١٣ تختلف عن الدول العربية منذ عقد أو عقدين ، خاصة مع التطورات الحالية ومنها على سبيل المثال اتفاقية السلام الإبراهيمي ، فضلا عن عودة سوريا للجامعة العربية ، وهذه كلها أمور وقضايا ذات بعد استراتيجي مهم تضعه سوريا في عين الاعتبار.
اللافت أن هذا المصدر أنهى حديثه معي بالقول أن هناك الكثير من الآمال يعلقها المعسكر الراديكالي على المقاومة ،وهي الآمال التي تتواصل خاصة مع عودة المقاومة للحضن السوري ، غير أن هناك الكثير من الوقائع على الأرض التي يمكن أن تغير المعادلات السياسية بصورة لافته.
أثر توجه بالسؤال لمصدر أكاديمي عربي والذي قال صراحة آن المقاومة الفلسطينية وتحديدا حركة حماس مشتتة بين قطر وغزة ولبنان وبعضها في تركيا ، وهي تحلم بأن يكون لها موقعا واحدا مركزيا يجمع بين القيادات خاصة وأن :
-هذا التشتت القيادي للمقاومة أثر بالفعل في بعض من خطواتها.
-بات هناك ما يعرف باسم معسكر المقاومة التابع لحماس في غزة ،أو في تركيا ، أو في قطر أو لبنان، وهو ما يزيد من وجاهة وأهمية وضع مركز واحد للمقاومة بعيدا عن التشتت السياسي الحاصل الآن.
تقدير استراتيجي
ومع متابعة تعاطي وسائل الإعلام والمراكز البحثية الغربية لما يجري في المنطقة باتت هناك حقيقة واضحة ، وهي أن جمله التغيرات التي تعيشها المنطقة تؤثر بالفعل على تعاطيها مع عمليات المقاومة ، خاصة مع تعرض الكثير من الدول بالمنطقة لأزمات لا تنتهي ، وهي الأزمات التي نجمت عما يعرف بالربيع العربي وتؤثر في مسار الكثير من السياسات حتى الآن.