السلام ما بين مطرقة الصهيونية وسندان اليهودية المتطرفة
د.محمد البدور
09-04-2023 12:30 PM
حكومة إسرائيل الحالية التي يقودها نتنياهو من أسوأ الحكومات التي مرت على تاريخ عملية السلام منذ اتفاق اوسلو، بل هي أكثر تطرفا وأذى من سابقاتها من الحكومات النتنياهودية لأن تضم بعض الوزراء المتطرفين والمتشددين للقومية اليهودية والصهيونية العنصرية التي تنادي بموت العرب .
ومن هنا فإن نهج هذه الحكومة ينطلق من عقيدة أنها لا تؤمن بالسلام أصلا وترفض التفاوض مع الفلسطينيين على أساس أن يكون لهم دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية كما أقرتها الشرعية الدولية.
كما أنها تؤمن بالتوسع الاستيطاني على حساب الأرض الفلسطينية باعتبار أن بناء المستوطنات بمثابة دعائم وأوتاد أمنية لحماية الدولة اليهودية إضافة إلى سعيها لتغيير الوضع القانوني التاريخي للأقصى .
ولأجل هذه الطروحات الفكرية السياسية نجحت بدعم شعبي من قواعدها الجماهيرية، فكيف سيكون هناك تقدم في خطى السلام في فلسطين والمنطقة؟.
إن كل الدلائل واضحة للعيان العربي والدولي برغبة هذه الحكومة بتقويض عملية السلام وإفشال أي جهد دولي لإحيائها٠
عمليات القتل وهدم البيوت والعنف الدموي والاعتداء على المصلين واختراق حرمات الأقصى إنما هي إجراءات للتحرش بالفلسطينيين وتعكير المزاج الدولي والعربي أو صرفه عن أي عمل ترقيعي لوجه السلام المهمش الذي حرصت إسرائيل على تشويهه كلما لاح أملا دولي لتجميله .
على أمريكا الراعي الرئيس لعملية السلام وإذا ما أرادت بالفعل إحياء السلام في المنطقة أن تتخذ خطوات جادة لإلزام هذه الحكومة باستحقاقات السلام وإلا فإن العنف لن يولد إلا العنف ولا داعي للعب السياسي الخاسر في هذه المنطقة ولتبقى طبول الصراع والدمار
تقرع كلما أراد نتنياهو وعصاباته التي لا تفهم بالسياسة بقدر ما تفهمه من صناعة الموت والإجرام وإشعال المنطقة.
أما على صعيد العلاقات السياسية بين الأردن وإسرائيل فإن المجتمع الدولي والراعي الأمريكي مطالب اليوم بإلزام هذه الحكومة بكف الأذى عن الأردن وإجبار حكومة إسرائيل على احترام الاجماع الدولي بالحق التاريخي للوصاية الدينية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والأقصى الشريف.
على حكومة كيان إسرائيل وشعبها أن يفهموا ويتعظوا أنهم إذا أرادوا العيش بسلام أن يلتزموا بحقوق الشعب الفلسطيني الذي يموت ولا يستسلم.