سيبقى قرار مجلس الامن الدولي رقم 252 الخاص بالقدس ، أقوى مرتكز في القانون الدولي ، لأي نشاط دبلوماسي اردني فلسطيني ، من اجل حماية القدس ، فهو اهم قرار صدر عن مجلس الامن الدولي حول وضع القدس بعد احتلالها ، وينص صراحة على ان كل الإجراءات الإسرائيلية في القدس ملغاة ، ومما يزيد في قوة هذا القرار الدولي انه صدر بالإجماع ، ولم تعترض عليه الولايات المتحدة الامريكية بالفيتو كعادتها في قرارات أخرى تتعلق بفلسطين ، وكانت قد تقدمت بمشروع القرار لمجلس الامن ، في حينه ، دولتان اسلاميتان كبيرتان من اسيا وافريقيا هما الباكستان والسنغال.

وينص هذا القرار الصادر في 21/ 5 / 1968 بشكل واضح لا لبس فيه على ان جميع الإجراءات والاعمال التي قامت بها إسرائيل في القدس هي إجراءات ملغاة ولا يمكن ان تغير في وضع القدس ، ويطلب مجلس الامن من إسرائيل ان تمتنع عن أي عمل من شأنه ان يغير وضع القدس ، كما يطلب من الأمين العام للأمم المتحدة تقريرا حول تنفيذ هذا القرار.

ونظرا ، لما تتعرض له مدينة القدس وأهلها ومقدساتها من اعتداءات همجية حاليا، وبشكل متناقض تماما مع كل قواعد الشرعية الدولية ، والمعاهدات والاتفاقيات والتفاهمات الثنائية ، فان من المفيد والضروري ان تبذل وزارة الخارجية الأردنية جهدا دبلوماسيا يتركز على فحوى هذا القرار ، بالتعاون مع السلطة الفلسطينية ، ويمكن ان يتم التنسيق مع حكومتي الدولتين الاسلاميتين الكبيرتين الباكستان والسنغال بصفتهما صاحبتا مشروع القرار أصلا ، لاستنهاض حركة دبلوماسية إسلامية جماعية تعيد طرح نصوص هذا القرار الدولي في الاروقة الدولية والمطالبة بتنفيذه والالتزام به ، وتذكير العالم كل يوم بان إسرائيل تنتهك القانون الدولي ولا تحترم مقررات الشرعية الدولية.

ونتوجه عبر هذا المقال ، الى سفارتي الباكستان والسنغال في الأردن وفلسطين ، للاستجابة لاي جهد رسمي او شعبي عربي واسلامي يهدف للاستفادة من ثقل هاتين الدولتين الاسلاميتين في المجموعة الإسلامية والمنظمات الاسيوية و الاتحاد الافريقي ، لتشكيل حالة ضغط سياسي على حكومة إسرائيل والأطراف الدولية المؤثرة ، وفضح الممارسات الإسرائيلية التي لا تزال تتصادم مع إرادة المجتمع الدولي ، ولا تكترث بما يترتب عليها من التزامات بصفتها قوة احتلال بموجب القوانين الدولية.

ان أي جهد اردني فلسطيني بالتعاون مع دولتي الباكستان والسنغال ، يمكن ان يعطي قوة دبلوماسية جديدة للموقف الأردني الفلسطيني ، وقد يخلق حركة سياسية ذات تأثير اكبر من خلال تدخل اطراف إسلامية غير عربية ، وتذكير إسرائيل مجددا بان قضية القدس تهم كل الشعوب والدول الإسلامية ، وليس الدول العربية فقط.

وننشر في ما يلي النص الحرفي الكامل للقرار الدولي 252 الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 1968:
ان مجلس الأمن ، إذ يستذكر قراري الجمعية العامة: رقم 2253 الصادر في 4 تموز 1967 والقرار رقم 2254 الصادر في 14 تموز 1967، وإذ يأخذ بعين الاعتبار كتاب ممثل الأردن الدائم حول الوضع في القدس وتقرير الأمين العام، وبعد ان استمع الى البيانات التي ألقيت في المجلس، وإذ يلاحظ أنه منذ ان تبنى المجلس القرارات المذكورة أعلاه ، فقد اتخذت اسرائيل المزيد من الإجراءات وقامت بالمزيد من الأعمال التي تتنافى مع هذه القرارات، وإذ لا يغيب عن باله الحاجة للعمل من أجل سلام دائم وعادل، وإذ يؤكد رفضه للاستيلاء على الأراضي بواسطة الغزو العسكري.

• يأسف لفشل إسرائيل بتطبيق قرارات الجمعية العامة المذكورة اعلاه.

•ويعتبر أن جميع الإجراءات الإدارية والتشريعية، وجميع الأعمال التي قامت بها إسرائيل بما في ذلك استملاك الأراضي والأملاك التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير في الوضع القانوني للقدس هي إجراءات ملغاة ولا يمكن ان تغير وضع القدس.

•يطلب بإلحاح من إسرائيل أن تبطل هذه الإجراءات، وأن تمتنع عن القيام بأي عمل من شأنه أن يغير وضع القدس.

•يطلب من الأمين العام أن يقدم تقريراً إلى مجلس الأمن حول تنفيذ هذا القرار.