وزارة التعليم العالي .. تخطيط وتنفيذ
أ.د مصطفى محيلان
15-12-2010 02:19 PM
في خطوة رائدة " تسجل لمعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي" ، وفي سعيه الحثيث للنهوض بالجامعات الأردنية الرسمية، جرى في عمان عاصمة العلم والعمل، يوم الأربعاء 8 كانون أول 2010، توقيع اتفاقية تعاون بين وزارة التعليم العالي والبحث العلمي و اتحاد الشمال للجامعات في المملكة المتحدة، وذلك لإبتعاث خمسين أكاديميا من الجامعات الأردنية للحصول على درجة الدكتوراه من الجامعات البريطانية الأعضاء في الاتحاد. وتتضمن الاتفاقية بنود هامة منها:
تنظيم برنامج تدريبي للمبعوثين لمرحلة ما قبل الدكتوراه، وذلك في المجلس الثقافي البريطاني، يركز على مهارات البحث العلمي من ناحية، حيث أسلوب دراستهم المستقبلي، واللغة الإنجليزية من ناحية أخرى ، حيث أهمية هذه اللغة للدارسين، وضرورتها لمكان الدراسة، مما يسهم في تهيئة المبعوثين ومساعدتهم في تحصيلهم العلمي في المملكة المتحدة.
التحاق جميع المبتعثين ببرنامج خاص بمهارات التدريس، بشكل متزامن مع برنامج الدراسة الخاص بهم، بحيث يحصل المبعوث على شهادة تخوله للتدريس عند عودته لأرض الوطن، فالحصول على الشهادة العليا لم يعد كافيا، بل إن المهارات الحديثة المتبعة بالتدريس في تلك الدول لها وزن إضافي يجعل من خريجيها على مكانة افضل من غيرهم، وهذا أمر غاية في الأهمية، وربما كنا بحاجة ماسة له، لما له من أهمية في مواكبة ما توصل إليه الآخرون المشهود لهم بالتميز العلمي والعملي، إذ أن أساليب التدريس قد تغيرت وتطورت وتنوعت، وفي نواحي عدة، اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، ما يتعلق بالأدوات المساعدة، مثل استخدام الانترنت وأجهزة العرض على كافة إشكالها، والتدريس عن بعد، والتواصل مع أكثر من موقع أكاديمي في الزمن الحقيقيReal Time " يسمى أو ما " ، ناهيك عن طرق تحضير مادة المحاضرة ذاتها والتي لا يزال البعض يتعثر في إنجازها.
تمكين الجامعات من المحافظة ولو على الحد الأدنى من المختصين في بعض التخصصات، والذين باتت بعض الأقسام الأكاديمية تخلوا منهم أو تفتقر أليهم، وهذه في رأيي خطة إنقاذ ناجحة، واضحة المعالم، ضرورية، وفي وقتها المناسب للمحافظة على أمرين رئيسيين، احدهم دعم الكَمِ والآخر تحسين النوع، "مع احترامي لنوعية الزملاء الحاليين طبعا"ُ.
كون هذا البرنامج ممول من الموازنة العامة ومخصصات الوزارة، فإن هذا سيخفف من العبء المالي الذي ما انفك يرهق كاهل الجامعات الرسمية، ويحرمها من النمو الطبيعي المتوقع منها، ومما يزيد من بهجة الموضوع أن هذه الاتفاقية هي جزء من خطة واسعة تشمل ابتعاث 300 أردني إلى دول أوروبية عدة.
أن دراسة أبنائنا في هذه الدول ،وبهذه الأعداد له ايجابيات جمة لخصها مدير المجلس الثقافي البريطاني مارك جسل بقوله، انه بحلول تشرين الأول المقبل سيتابع خمسون أكاديمياً أردني دراستهم في أفضل جامعات المملكة المتحدة، وذلك ضمن أهداف المجلس الثقافي البريطاني في توثيق أواصر العلاقات بين الجامعات البريطانية والأردنية والأكاديميين بشكل عام.
خلاصة القول : إن وزارة التعليم العالي تتعاطى مع واقع التعليم، الحالي، بتخطيط مدروس، أساسه البقاء، والتطوير، وبأقل التكاليف.
muheilan@hotmail.com