لا أدري يا باسم من أين أبدأ، ففرحتنا بك لا توصف، ولا تسعها الكلمات، مع أنني خططت لكتابة هذه الكلمات منذ لحظة معرفتنا بموعد تشريفك لدنيانا..
بدايةً، خططت بأن استأذن والدي ومعلمي، جدك باسم سكجها الذي سميناك على اسمه، باستخدام عنوان مقالته التي كتبها بعد ولادتي في أهم زاوية صحفية في جريدة الرأي.
خططت لأن أحدثك عن العائلة وأهميتها، وأقصد بالعائلة هنا أهل بيتك الضيق، فلا شيء في هذه الدنيا ما هو أغلى من عائلتك، فما شدني تجاه أمك الحبيبة رولى هو صورة جدك المرحوم الطبيب صلاح القباني والتي كانت تزين مكتبها.
خططت لأن أحدثك عن تاريخ عائلتنا، من يافا للقدس لعمان، للصحافة والمعاناة معها، ولكن هذه السطور لن تسعها الكلمات..
——
أهلاً بك يا باسم الصغير،،
أهلاً بك يا ابني، يا أخي الصغير ..!
اسمح لي يا صغيري أن أسرد لك هذه القصة لتعرف أهمية الاسم الذي تحمله…
في العام ٢٠١٩، كنت أعمل على إنتاج وإخراج فيلم وثائقي وقد زرنا خلال عملنا كافة أنحاء المملكة الأردنية الهاشمية بقراها وبواديها وأغوارها ومدنها لتصوير مقابلات مع رواد وممثلي مجتمعات محلية، وفي يوم عند تواصلي هاتفياً مع أحد رؤساء الجمعيات الفاعلين في مخيم الشهيد عزمي المفتي في إربد، وبعد تعريفه بنفسي، استشاط المجيب غضباً ورد عَلَي: عيب عليك العبث باستخدام اسم أحد أهم رجال الصحافة الأردنية والفلسطينية لتصل لمبتغاك..!.
الحاج اعتقد انني شخص ما استخدم اسم المرحوم جدي إبراهيم سكجها، للوصول اليه واقناعه للقائه، وأذكر أنني حاولت جاهداً لإقتاعه بأنني حفيد الصحفي إبراهيم الذي يعرف، فقَبِل الحاج طلبي بتصوير لقاء معه بعد تلقيني درساً بأهمية الاسم الذي أحمله…
تلك قصة يا باسم أكتبها لك لتتذكرها دائماً وتعرف أهمية الاسم الذي تحمله، فأنا متأكد بأن الاحترام الذي ستلقاه بمختلف مراحل حياتك بمجرد التعريف بإسمك، سيجعلك فخوراً دائماً بتاريخ عائلتك التي اشتهرت بالصحافة وتناست بريق كل الذهب، فأوصيك يا حبيبي بالحفاظ عليه مهما تبدلت الظروف، فلا تكن الا ملاكاً بروح طيبة وزاهدة كجدك باسم وجد أبيك إبراهيم علي سكجها.
فيا باسم، يا أجمل الأسماء وأحلى خبر جاء لجدك..
فكن مثله، سيفاً مع الحق.. وسيفاً على الظلم.
وكن لأمك وأخواتك الجدار الذي لا يسقط…
وهذه يا حبيبي كلمات جدك أجيرها لك، كلمات خطها حبيبي أبي كإهداء نسخة من روايته ”درب الحليب“ لي، وليس هناك أرقى من تعابير جدك باسم لأهديها لك…
حبيبي أبو البُسم، كن مثله في كل شيء، إلا حبه للصحافة، فتلك علاقة حب أرهقته، وأرهقت جدي إبراهيم من قبله، وسأكون أنا كجدي إبراهيم الذي كتب مقالة يوماً في الصحيفة التي أسسها في دبي ”البيان“ ووقعها بأبو باسم ليوجه لأبي رسائله بالابتعاد عن هذه المهنة المرهقة، فكتب: من رأى منكم باسماً يكتب، فليقومه بيده، وان لم يستطع فبلسانه، وان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان..
فمرحباً بك يا باسم الحبيب في هذه الحياة.