فظائع الاحتلال الصمت المريب
د. نضال القطامين
06-04-2023 08:28 PM
مدفوعاً بمزيد من الإِبْلام والإِرْطَام، متوكأً على التخاذل والفتور والوكَف، توغل دولة الإضطهاد والإستبداد، وتمعن قوى الشر والطغيان، تعسفا وجورا وحيفا في بلادنا المحتلة، لا تقيم وزنا لأحد، وتواظب على طعننا بخناجرها المسمومة، تلك المغلّفة بتواطؤ عالمي، يكيل بمكيالين، ويطرق بصمت مريب عن تلك الجرائم، بينما تجأر العقائر في كل الحروب التي لا شأن للعرب بها.
تتكالب علينا قوى الظلم والضيم، تستخف بصمتنا وهواننا، وتطرق أعينها الدامعة على الحرب في أوكرانيا، عن مشهد فاشي داعشي عنصري، تُكبّل فيه أيدي المصلين في الحرم القدسي وتدنّس فيه المقدسات بأحذية الحكومة الفاشية راعية الإرهاب ومنبعه.
تمضي مخططات تهويد المسجد الأقصى تحت سمع العالم الثقيل وبصره الكفيف، كل نيسان، تسدد قوات الإحتلال الغاشمة أعقاب بنادقها للمصلين والمعتكفين، تهيئة لعيد فصحهم، وتنفيذا لمشروعهم الصفيق في التهويد، حيث لا تجد جماعات الهيكل المتطرفة موانع ولا عقبات في تنفيذ مخططات التهويد والتشريد.
كل عقب بندقية امتد لمعتكف، وكل هراوة نزلت على رأس مصلي، إنما كانت رسالة بيّنة للعالم، من أن الحكم اليوم في ساحات الأقصى وباحاته، ستكون للإرهابيين ولحماة الهيكل وعرابي مشاريع التصفية والتهويد.
كيف نسند مواقف الملك في تصديه لمشاريع الغطرسة والتهويد، ماذا عليه أن يقول أكثر حتى يعي العالم مآلات الوضع وعواقب السكوت عليه؟
ماذا عن العرب الغارقين في الصمت المريب، ماذا عن مواقفهم وقممهم ومبادراتهم وهرولتهم؟ ماذا عن ردود أفعالهم على خارطة الوزير القميء، ماذا ستقول كل مبادرات التطبيع واتفاقات السلام لمصلٍ ومعتكف؟ ماذا عن هيئة الأمم ومجلس الأمن والجمعية العامة، ماذا عن قراراتهم التي لم يحفل بها أحد، ماذا عن وجومهم الداعر عن كدماتنا المتورمة، عن هذا التمادي العاهر على الشرعية والقوانين والدساتير.
لا شيء، نحن اليوم أحوج ما نكون لمقاطعه اقتصاديه على المستوى العربي والاسلامي وكذلك لانتفاضة عارمة، في فلسطين وفي غيرها، انتفاضة تعيد توزيع القوة من جديد، انتفاضة تحمل رسالة واحدة، أن الطغيان سيوقفه الحجر، وأن مشاريع الدفاع عن مقدساتنا، ستمهد لنصر قريب، نصر توضع فيه أعقاب البنادق على رؤوس السفلة، نصر نستحضر في الإستعداد له، جحافل الحروب الصليبية وقد كسر صلاح الدين رماحها وقادة الفرقة الأولى للمشاة، وقد علّموا الأقزام، العلامة الفارقة بين من يقبل على الموت بصدره، وبين من كبّلوهم بالسلاسل مخافة الهروب….