مفارقات يوم الطفل الفلسطيني والعالمي للضمير
بسمة العواملة
06-04-2023 03:04 PM
من المفارقات الغريبة، أن يصادف يوم الخامس من آذار يوما للطفل الفسطيني، هذا الطفل الذي عانى وما يزال يعاني من الإنتهاكات المستمرة لحقوقه من قبل قوات الإحتلال،مع إحتفال العالم باليوم العالمي للضمير، قد يبدو غريبا للوهلة الأولى أن يكون هناك يوما عالميا للضمير بقصد حماية حقوق الإنسان وضمان سيادة القانون وتعزيز كل من التنمية المستدامة، تنمية العدالة وصون السلم الأمن الدوليين، نشر فكرة السلام، وإحياء الضمير الإنساني في ظل ما نشهده من إنتهاكات وممارسات وحشية من قبل قوات الإحتلال بحق أصحاب الأرض
و لعل ما شاهناه يوم أمس من إقتحامات همجية للمسجد الأقصى والتنكيل بأهله المرابطين والمعتكفين في حرمة شهر رمضان الفضيل ما يؤكد من أن الإحتفال بهذا اليوم ما هو الا مجرد فكرة ساذجة مضحكة في ظل هذه الظروف التي نشهدها.
و كيف لنا أن نحتفل بالطفل الفلسطيني وهو ما يزال يحلم بأبسط حقوقه إسوة بغيره من أطفال العالم و يفتقر لأبسط مقومات الحياة جراء إنتهاكات قوات الإحتلال لحقوقه رغم كل المعاهدات والقوانين الدولية التي اكدت على ضرورة الالتزام بحماية الطفل الفلسطيني.
هذا الطفل الذي يقبع تحت الإحتلال فيحرم من أبسط حقوقه كالحق في التعليم والصحة والغذاء المناسب، كذلك يتم إعتقاله ويحتجز في ظروف غير إنسانية ويتم معاملته بكل عنف وقسوة لا تتناسب من عمره الغض وطفولته، ويحرم من حقه في محاكمة عادلة بعد إعتقاله بخلاف ما تنص عليه الإتفاقيات الدولية وتحديدا إتفاقية حقوق الطفل.
لا بل في السنوات الأخيرة امعنت قوات الإحتلال في ممارسة كافة اشكال العنف تجاه الأطفال، بحيث ناقش الكنيست الإسرائيلي واقر العديد من القوانين المجحفة بحق الأطفال الفلسطينين، وجميع هذه القوانين تهدف الى تغليظ العقوبات بحقهم مثل قانون محاكمة الاطفال دون سن 14 عام، وقانون رفع الأحكام بحق الأطفال راشقي الحجارة.
و التوسع في اللجوء الى فرض الحبس المنزلي، والتي ازدادت في السنوات الأخيرة وخاصة في مدينة القدس، مما يزيد في معاناة الأهالي وزيادة التعقيد في الاوضاع الإجتماعية والنفسية لدى هؤلاء الأطفال وذويهم، فاقل ما نستطع القيام به هو ليس فقط المطالبة بتحسين ظروف إحتجازهم الذي هو اصلا يتعارض مع حق الطفل في السلامة الجسدية والنفسية وإنما المطالبة المستمرة الحثيثة بالإفراج عن كافة الأطفال المحتجزين والمعتقلين حماية لحقوقهم وإعادة تأهيلهم نفسيا ودعمهم بالعودة للإندماج مع اقرانهم .
و بالعودة الى اليوم العالمي للضمير، ما احوجنا لتطبيق عملي لهذا اليوم من خلال مناشدة المجتمع الدولي والضمير الإنساني بدعم حق الطفل الفسطيني في العيش بأمن وآمان وفي توفير جميع سبل العيش بحرية وكرامة اسوة بغيرة من أطفال العالم .
حينها فقط يحق لنا أن نحتفل باليوم العالمي للضمير المستتر.
الدستور