عمون - صلة الرحم هي الاهتمام والاحترام والرعاية التي يتعين على المسلم تقديمها لأقاربه وأفراد عائلته. يتحقق ذلك من خلال زيارتهم والاطمئنان على أحوالهم، وتقديم المساعدة والدعم لهم، ومساعدتهم في الصعوبات والمحن، والدعاء لهم بالخير، واستقبالهم بكرم واحترام، ومعالجة مرضاهم، والاستجابة لدعواتهم. يمكن أيضًا تحقيق جزء من هذا الحق عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي مثل المراسلة والاتصال الهاتفي.
حق الميراث هو مسألة مختلف عليها الفقهاء، فهناك رأي يقول بعدم توريث ذوي الأرحام وأن مال الشخص الذي ليس لديه ورثة يذهب إلى بيت مال المسلمين. وهناك رأي آخر يقول بتوريث ذوي الأرحام إذا لم يترك الميت أحدًا من ذوي الفروض أو العصبات.
حق النفقة يقتضي على المسلم إعالة أقرباءه الفقراء الذين ليس لديهم مال ولا يمكنهم الكسب. يستند هذا الحق إلى قول الله في القرآن الكريم: "وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ في كِتَابِ اللَّهِ"، وهو يعني أن الأقارب لهم حقوق خاصة بينهم.
حق الإحسان يتضمن محبة الأقارب والوقوف إلى جانبهم في الأوقات العسيرة، والدعاء لهم بالخير، وتشجيعهم على العمل الصالح ومنعهم من الشر. كما يشمل أيضًا تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم.
حق إصلاح ذات البين يتعلق بواجب المسلم في تصحيح العلاقات وحل المشكلات بين الناس عند حدوث الخلافات والنزاعات. يجب أن يسعى المسلم لإعادة الطمأنينة والسكينة إلى قلوب الناس. فعلى المسلم أن يسعى للإصلاح والتوفيق في حال وقوع خلافات بين الناس، وذلك استنادًا إلى أمر الله في القرآن الكريم: "فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ".
صلة الرحم هي من أعظم القُربات والعبادات التي أمر الله بها، وتتمتع بفضائل كثيرة في الدنيا والآخرة. فصاحب صلة الرحم يكون محبوبًا لله ومحبوبًا للناس. صلة الرحم هي سبب للتقرب إلى الله ومحبته، وهي أيضًا سبب لدخول الجنة. إقامة صلة الرحم هو علامة على الإيمان بالله واليوم الآخر. وصاحب صلة الرحم ينعم ببركة في عمره وكثرة في رزقه.
بالتالي، يجب على المسلمين أداء حقوق صلة الرحم والالتزام بها، وتعزيز العلاقات العائلية والاهتمام بأقاربهم، والعمل على تحقيق الوئام والتفاهم بينهم. فصلة الرحم هي أحد الأسس الهامة في بناء المجتمع والحفاظ على الترابط العائلي والاجتماعي.