ما يجري في القدس الشريف من اقتحامات للمصلين في المسجد الأقصى امر لا يصدقه عقل على مدى الوحشية المستخدمة ضد مواطنين عزل، فلا احترام لمشاعر المسلمين والمصلين، ولا تقدير لحرمة الشهر الفضيل، فهذا ديدنهم بلا اخلاق لا يردعهم قانون، او دين او اخلاق، فالوحشية مستقرة في العنصر اليهودي المتصهين، وحسب التعاليم التوراتية فهم (الاغيار)، والاغيار لا يمنع الدين من قتلهم واستباحتهم من شاهد المناظر التلفزيونية في مساء امس يرى وحشية داعشية من نوع آخر لا رحمه لطفل، او امرأة او شيخ جاء بيت الله من اجل طاعته ورضوانه، مسالم مسلم امره للباري عز وجل، ويدعو وزير المالية سومترش اليوم الى اطلاق حملة السور الواقي، للتخلص من المناضلين والمجاهدين من اجل انهاء الاحتلال البغيض.
وتدعو القوى المتطرفة دينيا الى البدء بذبح القرابين في ساحات المسجد الاقصى في عيد الفصح اليهودي 5-12 الشهر الحالي على اساس انه جبل الهيكل المزعوم.
ان الوضع الحالي في القدس الشريف يستدعي تصرفا آخر غير الشجب والاستنكار، بقي العرب على ما يزيد عن 75 عاماً وهم يشجبون ويستنكرون واسرائيل تتوسع في ضمها للاراضي الفلسطينية وتهويدها. فالقدس بالنسبة لهم هي عاصمة اسرائيل الأبدية والمستوطنات تطوقها من الجهات الاربع بما يزيد عن 250 الف مستوطن والمخطط القادم حسب المعلومات هو هدم المسجد الاقصى واعادة بناء الهيكل المزعوم والسعي لتوطين مليون مواطن يهودي في اراضي الضفة الغربية ويرى روني بن يشاي خبير اسرائيلي ان التعديلات لاصلاح النظام القضائي هو ضم كامل للمنطقة الواقعة بين البحر الابيض ونهر الاردن وعدم اعطاء الجنسية للشعب الفلسطيني في اي حال، وهذا استناداً لوثيقة صهيونية تحت مسمى «خطة القرار" بحيث يقسم الشعب في الدولة العبرية الى ثلاثة اقسام، محاكم مدنية، محاكم دينية والمواطن يختار الى اي محكمة يذهب وتوجه لفصل عنصري كامل تجاه الشعب الفلسطيني الاعزل.
وتسعى اسرائيل حسب هذه الخطة الى تثبيت الأمر الواقع على الارض، اما الفلسطينيون الذين لا يرغبوا العيش تحت الولاية الصهيونية فسوف تقدم لهم اغراءات للهجرة ومنح مالية، ناهيك ان الضغط على الشعب الفلسطيني سيخلق هجرة طوعية والفلسطينيون لا يوافقون على المخطط الاول والثاني امامهم القتل وانهاء كل مظاهر الرفض بوقت قياسي، فالوحشية والقسوة هي الادوات لتدجين الفلسطينيين وارضاخهم للقبول او ترك البلاد، فالاردن كما يقولون هي دولتهم.
وعلى الفلسطينيين ان يفهموا ان ليس لهم خيار الدولة المستقلة. هذا جزء من المخطط المنوي فعله في فلسطين كما كتب ويؤمن به كل من بن غفير، وسموتريتش وغيرهم من غلاة الصهيونية الدينية. والمعلوم ان اسرائيل تريد الهيمنة الكاملة على فلسطين التاريخ «كارض بلا شعب» وهي ارض اسرائيل، ناهيك عن اختراق العالم العربي اقتصادياً وتكنولوجيا.
الهيمنة العملية على المنطقة وكل المؤشرات العملية تدل عن ان هذه المخططات في طريقها للتنفيذ، فماذا انتم فاعلون يا عرب، منذ مدريد 1991 وهم يتلاعبون لكسب الوقت وادارة الازمة، وذر الرماد في العيون ولا يقيمون وزنا لاحد مهما كان شأنه والادارة الاميركية موافقة تماما على كل ما يدور ولا تغريكم التصريحات من حين لآخر، فالأمر يتطلب نهجاً جديداً والا الاسوأ قادم لا محالة.
(الراي)