أين الأردن من الاتفاق السعودي الإيراني؟
فارس الحباشنة
06-04-2023 12:31 AM
ما بعد «اتفاق بكين « الحديث عن انفتاح دبلوماسي وسياسي اردني نحو ايران بات اكثر من ضرورة.
و لا بديل أردنيا عن التواصل والحوار المباشر مع طهران.
في الجو العام إقليميا هناك رسائل ود اردنية / إيرانية متبادلة، ولم ترتق الى مستوى الدبلوماسية العلنية.
و دعوة الاردن لمبادرة سورية / العربية بلا شك لاقت اذانا صاغية في طهران، وقبولا سياسيا نحو فك سورية من عزلتها الاقليمية والدولية، ورفع حصار قانون قيصر، وترميم علاقة نظام دمشق الشرعي مع دول المحيط العربي.
الدبلوماسية الاردنية يبدو انها تسير ببطء وخطوات ثقيلة اتجاه ايران، وهذا ما لا يتلازم مع المتغير والمتحول الاقليمي بعد اتفاق بكين.
ومن الاولى البدء في حديث مع ايران وعلى مستوى سياسي سيتوضح اكثر تفاصيل اتفاق بكين، وكما انه يضع الدبلوماسية الاردنية في خطوة استباقية بمشروعها السياسي ومبادرتها نحو سورية، وكما ان اتفاق بكين رفع كل الحساسية العربية السابقة في ملف العلاقات العربية / الايرانية.
التأخر في بناء علاقة مع ايران وعودة التمثيل الدبلوماسي قرار قد يخلف اخطاء سياسية عواقبها وخيمة وكبيرة، وكما انه يشكل تخلفا دبلوماسيا وتصادما مع حقائق القوة والواقع الجديد في الاقليم والمصالح الجديدة الوليدة.
ومن مصلحة الاردن ان يكون طرفا لاعبا وقريبا في مصالحة السعودية وايران، والانخراط في اجواء المصالحة افضل من الوقوف والتفرج من بعيد على تفاصيلها، وما تفرض من مناخ سياسي جديد على الاقليم.
بوضوح اكثر التوازن الاقليمي طبيعي ومطلوب ومشروع بما يحقق المصالح الاردنية والعربية على قدم المساواة. والتزام بتوفير الامن القومي العربي بمفهومه الراهن، وتحقيق توازن اقليمي ضاغط في القضية الفلسطينية يخفف من حدة الغطرسة والاحادية الإسرائيلية / الامريكية.
ومن زاويتي القضية الفلسطينية والازمة السورية ، فالحديث مع ايران مسألة لا يصح ان تغيب تحت اي ظرف.
في الحديث مع ايران، وما هو مطلوب خفض التوترات في الاقليم، وبقدر اكبر ممكن التوصل الى تفاهمات وتسويات تحوز القبول العربي والايراني معا.
فما احوج الاقليم المضطرب الى تأسيس اوضاع سياسية اكثر عدالة.
و اختبار حسن النوايا والسياسات على موائد التفاوض بالدبلوماسية قبل القوة والمصالح المشتركة والاحلاف العسكرية.
اسرائيل ومن ورائها امريكا تبدو اكثر ضيقا من دعوات اعادة ادماج دمشق في محيطها العربي، وفك الحصار ورفع قانون قيصر.
و اسرائيل في حساباتها الامنية والقضية الفلسطينية فليس لديها ما تقدم سوى مقصلة قتل يومي للفلسطينيين ، وقصف مدمر يومي الى مرافق مدنية في سورية.
وما يعني اسرائيل ان تضرر تحالفاتها الاقليمية اذا ما ارتفعت وتيرة عودة دمشق الى محيطها العربي والاتفاق السعودي / الايراني، وتراجع موجة التطبيع الجديد معها.
وما يقلقها اكثر اتساع العلاقة العربية / الايرانية على حسابها في عالم جديد يكاد يولد على وهج نيران الحرب الاوكرانية.
(الدستور)