اولا وقبل كل شيء يجب التذكير بأن اختيار الدكتور خالد الكركي رئيسا للجامعة الاردنية قد اثلج صدور الكثيرين من الاوساط الثقافية من مفكرين وسياسيين وادباء وكتاب وناشطين في العمل العام..
وقد رحب بهذا الاختيار الموفق الوسط الاكاديمي عموما ونخبة من اكاديميي الجامعة الاردنية التي تتطلع الى الاصلاح والتغيير بصورة خاصة..حيث رأت هذه النخبة في اختيار الدكتور الكركي لهذه المهمة بالغة الاهمية ضالتها ،باعتبارها خطوة موفقة تدل على قراءة موضوعية وشفافة لظروف هذا الصرح العلمي-التعليمي من جهة وعلى معرفة دقيقة ومنصفة بكفاءة الدكتور الكركي وبنصيبه الوافر من التجربة الغنية ومن التأهيل المتقدم والقدرة النادرة على الاضطلاع بهذه المسؤولية الكبيرة بالنجاح المرجو..

فالجامعة الاردنية التي تشكو منذ زمن من تراكم السلبيات والاخطاء التي لم تجد لها حلولا ناجعة فاستفحل ضررها، باتت بحاجة ماسة الى حملة اصلاح وتغيير رائدة وشجاعة يمسك بزمام ناصيتها قائد فذ يتحلى بوضوح الرؤية وبالقدرة على اتخاذ القرار السديد والشجاع بعد دراسته بترو وتؤدة ومسؤولية ،وبالتشاور مع الخيرين المخلصين من اصحاب الكفاءة والتجارب الناجحة ..

لقد عانت الجامعة الاردنية من شبه عزلة عن حركة المجتمع المدني بمختلف مؤسساته وتنظيماته المهنية والشعبية والنقابية ،وغيبت في كثير من الاحيان عن الاسهام في رسم السياسة العلمية والتعليمية ،وفي صنع القرارات والتوجيهات ذات الصلة باساتذتها الافاضل وبالطلبة..

فلم تحسب بالكفاية اللازمة حسابا لحاجة سوق العمل للخريجين من الفروع والمساقات المختلفة ،فاسهمت عن دون قصد مع زميلاتها من الجامعات الاخرى في زيادة اعداد الخريجين العاطلين عن العمل..
وذلك ناجم عن غياب التفاعل الدؤوب والواعي بالدرجة اللازمة مع حركة سوق العمل..
لكن مع ذلك كله فلادارات الجامعة المتعاقبة انجازات كبيرة لا يمكن اغفالها ابدا..

لذلك عندما قال الدكتور الكركي مخاطبا الاسرة الصحفية ومن خلالها المجتمع بأسره بانه سيجهد لاخراج هذه الجامعة عن صمتها وانطوائها وعزلتها ،وانها ستفتح ابوابها للجميع لترسيخ التواصل المطلوب بينها وبين الفعاليات السياسيةو الفكرية والاقتصادية والثقافية والفنية وعلى كل صعيد من اجل الفعل والتفاعل معها فانما اثبت مدى وضوح رؤيته وتفهمه لضرورة انفتاحها على حراك المجتمع المدني وعلى الحركة الفكرية والسياسية والثقافية في البلد ..وكذلك مد الجسور بينها وبين سوق العمل لدراسة ومعرفة طبيعة حاجته من الخريجين..
وكخطوة دالة على ايمان الكركي بسياسة الانفتاح الضرورية فقد بادرت ادارة الجامعة الى فتح بوابتين جديدتين ،والحبل على الجرار...

فالدكتور الكركي مؤمن بان الجامعة الاردنية قلعة من قلاع الحرية والتميز،ومؤمن بدورها في ترسيخ وازدهار ثقافة الانتماء الوطني والقومي بموازاة انعاش الحركة التعليمية باعتبارها مركز علم بامتياز..
وطموحه يتركز على ضرورة بلوغها المستوى العالمي في اقرب وقت ممكن..
لقد حقق الدكتور الكركي نجاحات مشهودة في المواقع الرفيعة التي تبوأها بجدارة فحقق لها الانجازات واغنت تجربته وضاعفت كفاءته..

ولا ابالغ اذا ما راهنت على امكانية تقدم هذه المؤسسة التعليمية الرائدة بقفزات نوعية الى الامام في عهدها الجديد بقيادة الدكتور الكركي..
والله ولي التوفيق..