و أما عن حدود السجن شائكةٌ .. على شفا ارتفاع لا انتصار عليه بطول القامة...
و أما عن براح الأرض عراقيلٌ.. لا انتصار عليها بعلوّ الهامة...
ما بك قد أصبحت رقيقا رغم القامة و الهامة وجبروتك على أسفار نصل السكين - باردةً- تجابه مسيرة الانزلاق عليها بصعوبة عدم حدية نصلها منشطرا إلى نصفين على أنغام بلبل لا يسمن و لا يغني من جوع كان ضحية الفجور بذبحه من ذلك الرجل فارغ العين لافتراسه بشراهة...
وزهر الربيع برائحته كعطر فرنسي فاخرَ فاجِر يلم المتغطرسين خانقين لك بحبهم المزيف على غرار فظاظتهم.. كمرتبةٍ نام عليها ذلك الطفل أشبعها بالتبول ليلاً معرضةً للشمس صباحاً لنجاستها...
من قال أن غدر الحب مرتبط بالعشيق؟
ألم يكن من رابطة الدم مبكراً في لحظات براءة ذلك الطِّفل على الوسادة ليلاً حتى التجأ إلى عتمة الليل في الخفية تحت الغطاء ليشعر بقليل من الاطمئنان...
فلَو عَلِمَ ذلك الطِّفل أنَّ لعنةَ حياته مُقترِنةً بحرف (الباء)
لَكانَ رَفَضَ نطقه مُنذ الصِّغَر
قُبَيْلَ أَن يَكبُر في مَتاهة كِتابٍ لا يَنتَهِي تأليفه
فَهُوَ يأتي بعد الحُ(...)
و بعد الأ(...)
ربيعٌ قاتمٌ فاجر
لم يتسنّى فيه إشراق الطفولة و زهر الشباب...
مهلاً!!
ألم يكن برائحة العطر؟
أم أن الحرمان فجر حواس الشم توقاً للحرية في الكهولة على الأقل.. راكباً قطاراً سريعاً يغبن على القلب لا يتوقف إلا في محطة الخريف...
فبأي محطة أردت أن تنزل؟
و القطار عائفاً إياك يداري بك زيفاً يحتويك لكنك كاهلاً عليه بحيّزك الصغير...
لن تعلم بأي محطة خريف ستكون النهاية إلى تلك الحفرة بباطن الأرض...
فماذا جنيتَ مِنَ التَّزَمُّتِ بلا رأفة؟
و التَحَجُّرِ كصخر زَيتٍ تُشحَذُ عليهِ السَّكاكين؟
فكيفَ و لم ترأَف بنفسِكَ.. آمنتَ بأنْ لنْ تُطعَنَ بها؟
هَزُلتَ و ذَبُلَ وَجهُك بملامِحِ عجوزٍ قد خَبُرَ تجاريب الزَّمان...
و رغم اتساع الدُّنيا قد ضاقَ المكان...
خُضتَّ التجربة مع ركاب القطار...
فما كانَ مِن رِفقَتِهم إلا الوقوفَ في مَوضِع الانهيار...
و بَنات الدهرِ تأتيك بغتَةً وحيداً لا تراهُم...
باحِثاً عن رحيقِهِم ماكرينَ لَكَ لا يَرغَبونَ إلّا الدّمارْ...
هُنتَ ف_أهانوك
ضعفتَ ف_أضعفوك
ضِعتَ ف_فأضاعوك
حتّى مِتَّ ف_سَكِروا على قبرِكَ
و ما إنْ عُدْتَّ.. كالخاتمِ بإصبَعِكَ
لم و لن تلقى إلا الضرر...
و في موضِعِك أنت بحاجةٍ للنور...
مُضيئاً يدُلُّك على الطريق في صحراءَ مُظلمة في أوج التوهان...
انظُر مجدّدا ستلقاه...
غائباً عنه فأنت في سَقَم...
قريباً منه حَلَّت عليكَ النِّعم...
بحِفظِهِ لكَ...
بامتناعِهِ عن ضياعِك...
كحبلٍ متين
في العَهدِ...
في الالتجاء...
لست بحاجة إلى الفناء...
لا زال مبكراً صدقني.