الصهاينة يقتحمون الأقصى ويربطون المصلين ويدنسون المكان والزمان، إنهم يطأوون رؤوس الأمة قبل أن يطأوا سجاد الأقصى .
أين فحول الرجال؟ أين أسود المنابر؟ أين أنت شاعر الأقصى؟ أين أنت يا ابن الكيلاني وحبات عرقك تدحرج على جبينك وتلقي عباءتك وأنت تزأر فوق منبر الجامعة؟ أين أنت أبا بلال الأزايدة؟ لقد استجاب الله دعاءك فلم تر ما نرى .
أين أنت شيخنا الجليل علي الفقير وقد منعوك من الصدح؟ أين أنت شيخ الأردن وعالم العلماء نوح سلمان؟ أين الرجال الرجال؟ أين أنت ليث؟ أين أنت مروان البرغوثي؟ طاردوك ابا جهاد في تونس! واصطادوك احمد ياسين فجرا"، ونالوا منك صقر مرج الزهور الرنتيسي .
لم نعد نرى إلا صور الرجال وأشباه الرجال، نرى الذل والأذلاء والخانعين والخائفين والطامعين! هل بقي في الأمة رجال؟ هل بقي فيها مخلصون؟ لا شك، ولكن الزبد هو المسيطر، انه الغثاء ! تحولت الأحزاب إلى دكاكين ومنابرنا إلى ديكور وشيوخنا إلى غروزني والى صفحة الإجرام في داعش والقاعدة والتكفير .
تداعت علينا الأمم : انجليزي، فرنسيون ، امريكان، روس ، صينيون ، صهاينة ، كل ذلك والعربان يشترون الجحوش بدل تجهيز الجيوش ، يروجون للهبوط ويخشون الصعود خوفا" من السقوط .
يا رب معذرة وأنت السميع العليم انت الذي تسمع وترى ما يفعله الملالي في بلداننا وفي شتم صحبة رسولنا والطعن في امهاتنا أمهات المؤمنين وتزوير الدين باسم الدين .
معذرة يا رب وقد هانت دماؤنا على الصليبي والصهيوني والهندوسي والشيوعي وأذناب الماسون .
معذرة يا رب وقد نهبوا أرضنا وأموالنا ومقدساتنا وليس أمامهم سوى الرعديد والجبان والخوار والذليل .
معذرة يا رب وقد صار المسلمون "مزقا" ورضوا بالبحث عن لقمة العيش الممزوجة بالذل والهوان، وصار من أغنيائهم اللصوص، ومن فقرائهم المنافقون .
معذرة يا رب وقد تحول الكرسي إلى هُبل، وصار هو المقصد والهدف دون رضاك ومحبتك، أحبوه فوقعوا في الذل، رغم أنهم رأوا تطاير الرؤوس منذ إحراق البوعزيزي لنفسه ومع ذلك لا واعظ ولا مرشد ولا متعظ .
رب " إني مغلوب فانتصر " .. "إني مغلوب فانتصر " .