أمثلة على الاعتدال في العبادة
04-06-2023 11:20 AM
عمون - الاعتدال في العبادات البدنية هو مفهوم مهم في الإسلام، وقد ذكر في الحديث الصحيح عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه جاءت ثلاثة أشخاص إلى أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- يسألون عن عبادته. وعندما سمعوا أنه يصوم ويقوم الليل ويتزوج النساء، قالوا: "أين نحن من رسول الله وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟" فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- إليهم وقال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء، فمن رغب عن سنتي فليس مني".
هذا الحديث يوضح توازن واعتدال النبي -صلى الله عليه وسلم- في العبادات، ويدعو المسلمين إلى عدم التشدد في العبادة. فعلى الرغم من أن الشخص يمكنه أن يكون حريصًا على خشية الله والتقوى، إلا أنه ينبغي عليه ألا يتجاوز حد الاعتدال. فإن الشرع الإسلامي يحث على الاعتدال في العبادات وفي كل جوانب الحياة.
من الأمثلة التي يمكن استنتاجها من الحديث الشريف على الاعتدال في العبادات:
الاعتدال والتوازن بين قيام الليل وحق البدن في الراحة والنوم الكافي. فلا يجوز أن يقوم الشخص بقيام الليل طوال الوقت دون أخذ حق البدن في الراحة والنوم الكافي.
الاعتدال والتوازن بين صيام النهار وحق الجسد في تناول الطعام اللازم. فإن الشخص المصوم يجب أن يحرص على تناول وجبة السحور التي تعطي الجسم القوة اللازمة للصيام.
الاعتدال والتوازن بين التفرغ للعبادة وحق الفرد والمجتمع في بناء أسرة سعيدة من خلال الزواج. فالشخص يجب أن يحقق التوازن بين التفرغ لعبادة الله وبين تأسيس أسرة صالحة من خلال الزواج.
وهناك قواعد فقهية متعلقة بالاعتدال في العبادة وقد وردت في الشريعة الإسلامية، مثل قاعدة "المشقة تجلب التيسير" وقاعدة "إذا ضاق الأمر اتسع". ومن هذه القواعد استنتج الفقهاء العديد من الرخص الشرعية التي تسمح بتجاوز بعض الحرمات أو ترك بعض الواجبات في حالات الضرورة.
في النهاية، يجب على المسلمين أن يسعوا إلى تحقيق التوازن والاعتدال في جميع جوانب حياتهم، بما في ذلك عبادتهم لله. يجب أن يكون الشخص متوازنًا في تعبيره عن حبه وخوفه وتقواه لله، وأن يقتدي بسنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ووصيته للتوازن بين حقوق النفس وحقوق الله وحقوق الآخرين.