عمون - قيام الليل يشير إلى قضاء الليل أو جزء منه في أعمال عبادية مستحبة مثل الصلاة والذكر وقراءة القرآن وسماع الحديث والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وغيرها من العبادات. يمتد وقت الليل من غروب الشمس حتى طلوع الفجر في اليوم التالي. لا يُشترط أن يقوم الشخص بقضاء الليل كله، ويُطلق أيضًا على قيام الشخص من النوم لأداء الصلاة التهجدية.

قيام الليل يتطلب مجهودًا كبيرًا ويحتاج إلى تدريب على الاستيقاظ من النوم والصبر على ذلك، والاعتماد على مساعدة الله. يُعتبر قيام الليل من النوافل العظيمة في الأجر والثواب والقرب من الله. يُطلق مصطلح "نافلة" على كل ما هو زائد عن الفرض والنصاب من العبادات. يُشجع المسلمون على أداء صلاة النوافل في المنزل، وذلك استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "خير صلاة الرجل في بيته إلا المكتوبة".

تُصلي صلاة قيام الليل عادة ركعتين ركعتين، ثم يسلم الشخص بعد كل اثنتين، ويُكمل الصلاة بالوتر. عدد ركعات قيام الليل هو إحدى عشرة ركعة، استنادًا إلى ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم. يُعتبر جماهير السلف والخلف أن الزيادة عن هذا العدد مباحة. يُمكن للشخص أن يقوم بقسم من ركعات الليل ثم ينام، ثم يقوم مرة أخرى ويكمل الصلاة، فقد روى عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك.

تحتاج قيام الليل إلى بعض الأسباب التي تساعد على تحقيقها، مثل النوم المبكر والامتناع عن الأكل والشرب بشكل مفرط خلال النهار والاستمتاع بالقيلولة، وتكثير ذكر الله، والابتعاد عن المعاصي والسيئات التي تعيق لذة الطاعة. يُعين الشخص على قيام الليل ويستعين بهذه الأسباب، إضافة إلى حبه لله وإيمانه به، وتوقعه للأجر العظيم من الله وأمله في إجابة دعاءه، حيث تُعتبر الليل ساعة مباركة للدعاء.

تتميز قيام الليل بفضائل عظيمة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يُقيم الليل حتى تتشقق قدماه، وهذا يدل على حرصه الشديد على هذه العبادة. وتعتبر قيام الليل سببًا لدخول الجنة ورفعة الدرجة، وقد شهد الله للمصلين بالليل بالإيمان الكامل، وثناهم وأعطاهم صفة التواضع والخشوع. تعتبر قيام الليل سببًا لمغفرة الذنوب وتكفير السيئات، وتُعتبر أفضل صلاة بعد الصلوات الفرض، وتجمع فيها العبد بين الصلاة والقيام وتلاوة القرآن. تعتبر قيام الليل أيضًا سببًا لعون المسلم على أداء شؤون الدعوة والتكليف.