عمون - يُسمح بأداء صلاة قيام الليل في جماعة بعد صلاة التراويح. يجوز لمن يكمل صلاة التراويح والوتر مع الإمام أن يُصلي قيام الليل بعدها، ويُمكن أن يكون ذلك مستحبًا إذا كان الشخص قد أكمل صلاته مع الإمام وصلى الوتر. بعض الفقهاء يرون أنه إذا أكمل صلاته مع الإمام وصلى الوتر، فإن صلاة قيام الليل في جماعة بعدها تكون مكروهة، ويفضل أن يكون الوتر آخر صلاة في الليل، وهذا هو الرأي المعتمد عند الحنابلة. ومن جانب آخر، هناك رأي يروج له بعض الفقهاء بأن صلاة قيام الليل بعد التراويح ليست مكروهة، وهذا الرأي أيضًا رجحه ابن عثيمين. يُطلق على هذه المسألة اسم "التعقيب"، ويُمكن للمسلم أن يصلي التراويح في جماعة، ثم يصلي قيام الليل في جماعة بعد انتهائه من التراويح مع الإمام.
هناك طريقتان لأداء صلاة قيام الليل بعد التراويح:
أن يُصلي المسلم التراويح والوتر مع الإمام، ثم يُصلي بعدها عددًا من الركعات مثنى مثنى من غير أن يُصلي الوتر مرة أخرى. بهذه الطريقة يحصل على أجر قيام الليل مع الإمام، وذلك إذا بقي مع الإمام حتى ينصرف.
أن يُصلي المسلم التراويح والوتر مع الإمام، ثم لا يسلم من الوتر مع الإمام، بل يقوم ويصلي ركعة إضافية. وبذلك يُعتبر الوتر شفعاً في حقه. ثم يمكنه أن يُصلي الوتر آخر الليل عندما ينتهي من صلاته، استنادًا إلى قول النبي صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً".
قيام الليل هو إحياء وقت الليل بالعبادات المختلفة، ويُشمل ذلك صلاة، وقراءة القرآن، وذكر الله، وغيرها من العبادات. قيام الليل ليس مقتصرًا على شهر رمضان فقط، ولكنه يمكن أن يُصلي في أي ليلة من العام. وصلاة التراويح هي صلاة القيام في شهر رمضان بشكل خاص. يجب على المسلم أن يُصلي قيام الليل كما يشاء في أي وقت من الليل، سواء في بدايته مثل صلاة التراويح في جماعة مع الإمام، أو في وقت آخر في جوف الليل.
قيام الليل له فضل عظيم في الإسلام، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يُصلي قيام الليل بانتظام، ويعدل قيام ليلة كاملة لمن يصلي مع الإمام حتى ينصرف. صلاة الليل تحظى باستجابة للدعاء، وأداؤها يجلب المغفرة. تُصلى ركعتان ركعتان، ويُمكن للمسلم أن يُختم قيامه بركعة الوتر إذا لم يصلها مع الإمام. لا يوجد فرق بين صلاة التراويح وصلاة القيام، إذ يُطلق على صلاة القيام في شهر رمضان اسم التراويح عندما يصلي الناس جماعة، أما عندما يُصلي المسلم بمفرده في الليل، فيُسمى قياماً.